مالي أنا |
أشتارُ ملءَ مواجعي لغةً |
وأصدحُ بالغناء |
مالي أنا |
أقتاتُ أسئلةً تقودُ لبعضِها |
حتّام.. ماذا.. كيف.. أين.. وما؟؟ |
مالي أنا |
أشتاقُ |
يعصِفُ بي حنينٌ آمرٌ |
أخشاه ويحي كيفَ جاءْ؟؟ |
وأنا التي |
أخفيتُ كلّ وشيجةٍ تُفضي إليَّ |
عبرتُ قافلةً |
إلى حيثُ البداياتُ انتهاء |
أوصدتُ هذا البابَ من زمنٍ |
وغلّقتُ احتمالَ العَودِ يوماً للوراء |
أمشي على أطرافِ ذاكرتي |
مخافةَ أن تُفيقَ مواجداً |
هدهدتُها بعسى.. ولا!! |
بابانِ تدخلُ كلُ أوجاعي |
إلى رئتيَّ جحيماً منهما |
أني ارتضيتُ العمرَ شعراً جامحاً قَلِقاً |
وأني جئتُ من نونِ النساء |
قلبي على نونِ النساء!! |
أنا لم أُحبِّذْ أن تكونَ حكايتي |
قَدَماً على قدرِ الحِذاءْ |
فضّلتُ "طلي" وابلاً |
يسقي ظِماءَ بيادري حدَّ الظَمَاء |
ضدانِ نخرجُ للحياة توحُداً |
"طلاّنِ" نقترحُ الدروبَ كما نشاءْ |
ونُقرّرُ التاريخَ |
يأتي شاهداً |
أنّا معاً |
فجَميعُ مَنْ في الأرضِ |
مِن طينٍ وماءْ!! |
أنا لا أُجِيدُ القولَ إلاّ إن أردتُ |
وربما فضّلتُ صمتي |
قبلَ إدراكِ الصباحِ |
وبعدَ إتيانِ المساءْ |
يا شهريارُ الشعرُ أجدرُ بالبقا!! |
يا شهريارُ الحبُ أجدرُ بالبقاء!! |
قد جئتُ محضَ صبيةٍ |
مزهَّوةٍ بالجُرحِ |
عاشقةٍ لهذا الكبرياء |
بعضي هنالك لم يَزَلْ |
لكنني البعضُ الذي اختار الحياة |
تختالُ في وجعي القصائدُ |
والمداءَاتُ الجفاء |
كلُ المرائي كالمَرَايا |
تستحيلُ إلى سياجٍ من شتاءْ |
من أي مُعتَمةٍ سيلمعُ مَهْرَبي |
ويأوي الشتاءُ إليهن |
مستدفئاً من صقيعِ الشتاء |
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء |
على بابها يقفُ الخوفُ |
منتظراً دورَه في الأمان |
ويعتمرُ الصبرُ حكمتَها ويسير |
ويستأذنُ الصدقُ ضحكتَها إذ يمر |
ومن تحتِ أقدامِها |
تخرجُ الشمسُ والبدرُ والنهرُ والأغنيات |
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء |
لهن على الأرضِ حقُ التشابهِ |
حقُ التطابق في المنحِ والحبِّ |
قد لا يُجِدنَ سوى أن يُجِدنَ العطاء |
لهن على الرحمةِ المستقرةِ في الروحِ ألاّ تغادرَ |
حتى على القبرِ تبقى |
لتُنبتَ للطيرِ ورداً |
وأكمامَ وردٍ لأجلِ الفراش |
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء |
وفي القصرِ والكوخِ |
ذاتُ الحضورِ |
وذاتُ البهاء |
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء |
لهن انحنى النيلُ |
والأرضُ أغفت على حِجرهِن |
ومنهن يبتدئُ الوقتُ |
صوبَ الحقيقةِ |
ولأي برٍّ تُبحرُ الأضدادُ |
في لغتي هباءْ |
هذي ندوبُ مودّتي |
صحبٌ مضوا |
وهزائمُ عَلِقتْ بِبابِ القلبِ |
أثبتَها الرفاقُ الراحلونْ |
يتبادلونَ أماكنَ جفّت |
ليخضروا |
فهل يتذكرون؟؟ |
هم حمّلوني وزرَ عطرٍ لا يُغادرُ |
أسلموني لاحتياجهم |
وفاتوا |
والمدى حولي سُجُون |
لو يعرفُ الأحبابُ حسرتَنا بقوا |
يوماً |
نُعبئُ فيه أوردةَ الغيابِ |
بصمتِهم وبصدقِهم |
بغنائِهم وشجارِهم |
كلِّ التفاصيلِ التي منها نكونْ |
لا شيءَ يُوحشُ |
مثلَ صوتٍ غابَ في الضوضاء |
وازدحمتْ به النبراتُ |
غادرَ سمْعَنا |
لكنه ملءُ العيون!! |
وأنا هناك |
على تُخومِ الغيبِ |
عند العود واللاعود |
أرقبُ من وراء الأفْق آل |
أمتدُّ كالحُلم المُعزّي |
نسكبُ التأويلَ في عينيه أشواقاً |
فقد يدنو المنال |
ونظلُ نفتحُ في فضاء الروحِ أقبيةَ السؤال |
ظلاّنِ |
شرطُ بقائِنا |
شمسٌ معلَّلةٌ بألفِ روايةٍ |
تعبتْ من التحديق في غُرفِ الظلال |
نهرانِ |
كالنيلينِ |
يكمنُ سرُّنا |
في أننا نمشي معاً |
نجتازُ أسبابَ النهايةِ |
عابرَيْن إلى المُحال |
لا بِعتُ ذاكرتي للونِكَ |
لا اشتريتَ تدفُّقي |
ولذا ظللنا منذ قالَ اللهُ كُنْ |
كُنّا |
ونمشي ما نَزَال!! |