لذاكرة الدمعِ... أنتِ |
لذاكرة الشوق والتوق والأمنياتْ |
لبابٍ سوى ذلك المُرهق التُرب |
من جيئةِ الذاهباتْ |
لبيتٍ من الشعرِ |
ظلَّ على شُرفةِ الروحِ كالحزنِ |
لا هُو أغفى |
ولا هُوَ فات!! |
وأنتِ |
لسانُ اللواتي يُتمتمنَ سراً |
ويهتفنَ ملءَ الحناجرِ صمتاً.. سُكاتْ |
وكفُ اللواتي تطَاولنَ |
يقطِفنَ من كرمةِ البوحِ |
لكنْ تَعَالتْ عناقيدُها رافضات! |
وصوتُ التي كتمت في الحشا صرخةً للحياة |
وعينا جميعِ النساء على أُفُقٍ |
قصَّرَتْ دونَه كلُ زرقاءَ |
حتى تبيَّنتِ أشجارَه سائرات!! |
وأنتِ الغناءُ الذي أشجنَ الريحَ |
والنهرُ أصغى |
تنَاقَلَه البيدُ والسحبُ والبادراتْ |
وأنتِ النهارُ الذي جاءَ ليلاً |
وأنتِ القصيدةُ |
يا امرأةً أهدتِ الشعرَ جذوتَه |
حين أعلى الدخانُ بيارقَهُ عاليات |
تُرى كيف قوّمتِ ما اعوجَ من فطرة الأرضِ؟ |
كيف ارتديتِ المَدَى |
حُللاً زاهيات؟؟ |
حقيبتُكِ الدمعُ |
ما أرهقَته الليالي |
ولا غيّرتْ صدقَه الحادثاتْ |
تجيئين نقشاً على كهفِ روحي |
فاهتفُ خنساءُ!! |
ليتَ زمانَ الجراحاتِ مات |
فإنّا |
على رقةِ الحالِ |
أرهَقَنا الصبرُ حدَّ الونى والضنى والشتات |
نُرتّقُ جُرحاً |
فيُنبتُ جرحاً |
عصياً على البُرء يُعيي الأُساة |
نَسُّدُ عيونَ الذواكر سلوى |
نَفِرُ إلى كانَ.. ليتَ... ولات |
ونخدعُ أعينَنا بالسرابِ |
وبالسُحبِ الخُلَّبِ الكاذبات |
وهيهات!! |
والحزنُ عقدٌ من النارِ في جيدِ بغدادَ |
والقدسُ دمعٌ مقيمٌ على مُقَلِ الصبرِ والصابرات |
وبيروتُ جرحٌ |
ودارفورُ كاسيةُ البيتِ |
في خرقٍ باليات |
وكلُ الدروبِ تقودُ إلى "صخرِنا" قاحلات |
وليلُ الأُباة |
"طويلُ النجادِ |
كثيرُ الرمادِ" |
فأين الأُباة؟؟ |
لنا اللَّه يا أصدقَ الشاعرات |
ويا أشعرَ الإنسِ والجنِ |
ما ضرَّ "شيخ عكاظِ" إذا قالها دون لو |
وماذا إذا جاء قبلَكِ |
أو جاء بَعدَكِ مَنْ كانَ بالسوق |
أو لم يجئْ |
وهل تنفعُ الشعرَ... أو |
أيا أعذب الشاعرات |
متى ألتقِك؟ |
أقبّلُ سمعاً دنا من محمدٍ |
"إيهِ خناسُ" |
وهل بعد ذا من هبات! |
متى ألتقيك |
أُقبّلُ صوتاً |
سرى في الدياجي |
ينِثُ الجوى عن قلوبِ العذارى |
ويهمسُ صبراً لدى الباكيات |
متى ألتقيك |
أُقبّلُ كفين تُمسِكُ يسراهُما السقفَ |
كي لا تمرَّ الشواعرُ حبواً |
وتكتبُ يُمنَاهُما المعجزات |
وإذ تُشرقينَ على روضةِ الشعرِ |
تنتفضُ الأحرفُ الغافيات |
وتستجمعُ التاءُ سطوتَها وتتيه |
ويستعمرُ الكسرُ فتحَ اللغات! |
أيا أجملَ الشاعرات |
متى ألتقيك |
أُطرّزُ ثوبَ القصيدةِ |
من كلِ لونٍ بديعٍ لديك |
وأفتحُ باباً من العشق |
تأتي القوافلُ من ألفِ عامٍ وعامٍ وعامٍ إليك |
ويأتي المهلهلُ.. يأتي امرؤ القيسِ |
كعبٌ وليلى.. جريرٌ وفدوى وبشارُ |
أعشى بني قيس.. عنترةُ بنُ شداد |
نازكُ.. درويشُ.. والمتنبي |
وفي آخرِ الصفِ |
قد تلمحين مولهةً |
بالسلامِ عليك!!! |