شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وفي ظلها يستريح القصيد
نص بين يديّ تماضر بنت عمرو الخنساء
لذاكرة الدمعِ... أنتِ
لذاكرة الشوق والتوق والأمنياتْ
لبابٍ سوى ذلك المُرهق التُرب
من جيئةِ الذاهباتْ
لبيتٍ من الشعرِ
ظلَّ على شُرفةِ الروحِ كالحزنِ
لا هُو أغفى
ولا هُوَ فات!!
وأنتِ
لسانُ اللواتي يُتمتمنَ سراً
ويهتفنَ ملءَ الحناجرِ صمتاً.. سُكاتْ
وكفُ اللواتي تطَاولنَ
يقطِفنَ من كرمةِ البوحِ
لكنْ تَعَالتْ عناقيدُها رافضات!
وصوتُ التي كتمت في الحشا صرخةً للحياة
وعينا جميعِ النساء على أُفُقٍ
قصَّرَتْ دونَه كلُ زرقاءَ
حتى تبيَّنتِ أشجارَه سائرات!!
وأنتِ الغناءُ الذي أشجنَ الريحَ
والنهرُ أصغى
تنَاقَلَه البيدُ والسحبُ والبادراتْ
وأنتِ النهارُ الذي جاءَ ليلاً
وأنتِ القصيدةُ
يا امرأةً أهدتِ الشعرَ جذوتَه
حين أعلى الدخانُ بيارقَهُ عاليات
تُرى كيف قوّمتِ ما اعوجَ من فطرة الأرضِ؟
كيف ارتديتِ المَدَى
حُللاً زاهيات؟؟
حقيبتُكِ الدمعُ
ما أرهقَته الليالي
ولا غيّرتْ صدقَه الحادثاتْ
تجيئين نقشاً على كهفِ روحي
فاهتفُ خنساءُ!!
ليتَ زمانَ الجراحاتِ مات
فإنّا
على رقةِ الحالِ
أرهَقَنا الصبرُ حدَّ الونى والضنى والشتات
نُرتّقُ جُرحاً
فيُنبتُ جرحاً
عصياً على البُرء يُعيي الأُساة
نَسُّدُ عيونَ الذواكر سلوى
نَفِرُ إلى كانَ.. ليتَ... ولات
ونخدعُ أعينَنا بالسرابِ
وبالسُحبِ الخُلَّبِ الكاذبات
وهيهات!!
والحزنُ عقدٌ من النارِ في جيدِ بغدادَ
والقدسُ دمعٌ مقيمٌ على مُقَلِ الصبرِ والصابرات
وبيروتُ جرحٌ
ودارفورُ كاسيةُ البيتِ
في خرقٍ باليات
وكلُ الدروبِ تقودُ إلى "صخرِنا" قاحلات
وليلُ الأُباة
"طويلُ النجادِ
كثيرُ الرمادِ"
فأين الأُباة؟؟
لنا اللَّه يا أصدقَ الشاعرات
ويا أشعرَ الإنسِ والجنِ
ما ضرَّ "شيخ عكاظِ" إذا قالها دون لو
وماذا إذا جاء قبلَكِ
أو جاء بَعدَكِ مَنْ كانَ بالسوق
أو لم يجئْ
وهل تنفعُ الشعرَ... أو
أيا أعذب الشاعرات
متى ألتقِك؟
أقبّلُ سمعاً دنا من محمدٍ
"إيهِ خناسُ"
وهل بعد ذا من هبات!
متى ألتقيك
أُقبّلُ صوتاً
سرى في الدياجي
ينِثُ الجوى عن قلوبِ العذارى
ويهمسُ صبراً لدى الباكيات
متى ألتقيك
أُقبّلُ كفين تُمسِكُ يسراهُما السقفَ
كي لا تمرَّ الشواعرُ حبواً
وتكتبُ يُمنَاهُما المعجزات
وإذ تُشرقينَ على روضةِ الشعرِ
تنتفضُ الأحرفُ الغافيات
وتستجمعُ التاءُ سطوتَها وتتيه
ويستعمرُ الكسرُ فتحَ اللغات!
أيا أجملَ الشاعرات
متى ألتقيك
أُطرّزُ ثوبَ القصيدةِ
من كلِ لونٍ بديعٍ لديك
وأفتحُ باباً من العشق
تأتي القوافلُ من ألفِ عامٍ وعامٍ وعامٍ إليك
ويأتي المهلهلُ.. يأتي امرؤ القيسِ
كعبٌ وليلى.. جريرٌ وفدوى وبشارُ
أعشى بني قيس.. عنترةُ بنُ شداد
نازكُ.. درويشُ.. والمتنبي
وفي آخرِ الصفِ
قد تلمحين مولهةً
بالسلامِ عليك!!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2257  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج