شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة روضة الحاج محمد))
بسم الله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله، معالي الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب هذا المقام الجميل، الحضور الكريم الجميل بأسمائهم وألقابهم وصفاتهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله مساءكم بالخير كله.
إني سعيدة تماماً بأن أكون هنا عبر هذا المساء الجميل وفي هذه الحضرة الطيبة المباركة وشاكرة كثيراً وممتنة لمعالي الشيخ عبد المقصود خوجه ولرواد الاثنينية الكرام الذين أمطروني حقًّا بهذا الثناء الذي لا أستحقه، لا أدري إلى أين أذهب بكل هذه اللآلئ التي نثرتموها عليّ في هذا المساء، وأرجو أن أوفق إلى تقديم ما يليق بهذا الحضور الجميل في هذا المقام الطيب، الذي أعرف جيداً أن الذين جلسوا في هذا المقعد الذي أجلس عليه كانوا جميعاً من الأساتذة الكبار الأجلاء الذين عندما قرأت قائمة أسمائهم شعرت بأنني صغيرة وقصيرة، وبأن ما سأقدمه لن يلحق بهذه القامات السامقة الطيبة، فشكراً جزيلاً على هذه الثقة الطيبة التي جعلت مني ضيفة في هذه الأمسية الطيبة.
محطاتي ليست بالكثيرة معظمها ذُكر.. ولدت في شرق السودان في مدينة أدعي أنها أجمل المدن السودانية وهي مدينة كسلا (تصفيق) -ما كنت أحسب أن أهل كسلا هنا كُثر- مدينة لها جبالها الخاصة ونهرها الخاص، مدينة تشرق منها الشمس أولاً، لذلك كان أحد البرامج الذي تعلمت من خلاله الإذاعة برنامج "الشمس تشرق من هنا" وكان يبث عبر إذاعة كسلا، وكان قدراً طيباً أن يكون لي أب له علاقة بالشعر لذلك أعتقد أن علاقتي بالشعر بدأت منذ أول حياتي؛ فهو لم يكن من الذين تلقوا تعليماً أو درسوا في المدارس اللهم إلاَّ بعض الدراسات التي تتاح لأمثاله من أهل الريف، الذين يدرسون في الخلاوي القرآن الكريم وبعض علوم الفقه، وكان يمتلك ذائقة مميزة، وكان يحسن الدوبيت وهو فن إلقاء الشعر باللهجة السودانية وتختص به البادية السودانية تحديداً في شمال السودان، وكنت قبل دخولي المدرسة أسمع هذا الدوبيت من والدي وهو يؤدي بعض أعماله المنزلية وأحفظ هذه الإيقاعات وهي إيقاعات تشترك مع بحور الشعر العربي في بعضها، كالخبب والرجز والرمل، وبعض البحور تشترك مع هذا النوع من الأدب السوداني والذي هو أحد الكنوز التي أحسب أننا لم ننفض عنها الغبار جيداً لأن فيها الكثير من الأعمال وفيها أيضاً كثير من المشترك بين الأدب العربي القديم وبين ما كتب على السليقة في بادية الشمال السوداني، كذلك كانت والدتي من المعجبات جدًّا ببعض الشعراء السودانيين أذكر منهم الشاعر إدريس جماع، وكانت تقرأ مجلات كثيرة مثل مجلة العربي ومجلة الدوحة أظن أنني قرأت هذه الأعداد وكنت وأنا في المرحلة الأساسية في الصفين السابع والثامن -أقرأ معها بعض هذه المجلات، فأظن أن هذا المناخ قد فتح أفقي على هذا الجمال، واكتشفت باكراً أن لي صلة بالحروف وبالشعر.. ثم إنني كنت المذيعة بالمدرسة أيضاً، وأذكر أنني طفلة صغيرة في المدرسة في كسلا كنت أقدم طابور الصباح واستمر ذلك إلى الثانوية والمرحلة الجامعية حيث بتُّ أقدم البرامج الثقافية. المهم أنني بدأت كتابة الشعر وأنا في المرحلة الابتدائية، وقيّض الله لي من أساتذتي من أدعو لهم الآن بظهر الغيب أن يجزيهم الله عني خير الجزاء، وقيّض لي من الصويحبات والصديقات من كنّ يجدن في ما أكتب وأقرأ عليهن في الفصل شيئاً جميلاً، وساعد كل هذا المناخ مع بعضه البعض في أن أواصل هذا الطريق وأن أحاول أن أجد صوتي الخاص، وأعجبني أن معالي الشيخ عبد المقصود خوجه أشار في كلمته إلى ذلك، ولعل الاجتهاد الوحيد الذي أدعي أنني قمت به لصالح تجربتي هو أنني اجتهدت في أن يكون لي لوني الخاص في هذا الزحام وهذه الجوقة الشعرية إن صح أن أسميها.. هكذا اجتهدت في أن أجد لنفسي بعض فرادة أتمنى أن أكون قد تحصلت على قليلها.
واصلت الدراسة بمدرسة كسلا الثانوية ثم التحقت بجامعة النيلين وأصررت إصراراً على دراسة الآداب والأدب العربي تحديداً لمحبتي الشديدة له، ثم حملتني الخطى باتجاه الإعلام والتحقت بإذاعة كسلا ثم انتقلت بعد عامين إلى الإذاعة القومية في أم درمان وما زلت أواصل العمل بها حتى الآن في مجال البث المباشر، وبرامج الصباح، والبرامج الحوارية، وأقدم بعض السهرات في التلفزيون، وبعض البرامج كمنازل القمر، وبرنامج أفلاك، وسحر القوافي. وشاركت في كثير من ملتقيات الشعر خارج السودان وحصلت على بعض الجوائز هنا وهناك، وهي سيرة كما ترون ليس بها الكثير، لكني حاولت أن أقدم بعض الملامح كما طلب إلي من خلال هذه الاثنينية.. شكري الجزيل لكم.
سأبدأ هذه القراءات ببعض القصائد التي أشير إليها في ثنايا الكلمات التي قدمت، ككلمة معالي الشيخ وكلمة الدكتورة بديعة. أبدأ بقصيدة "بلاغ امرأة عربية".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .