شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور سحمي الهاجري))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين. في البداية لا بد من إسداء الشكر الجزيل للاثنينية ولراعي الاثنينية، على هذا الدفق المتواصل في تكريم القامات السامقة في مجالات الإبداع والفكر والثقافة، حتى صار هذا المنبر من المنابر المؤثرة والمعتبرة في ساحتنا الثقافية، كما أود أن أرحب هذه الليلة بالأستاذة المبدعة أميمة الخميس، والأستاذة أميمة مبدعة متألقة في كل أعمالها، لكنني هنا سأختصر وسألمح إلى إبداعها في المجال الروائي تحديداً، لا سيما وقد أتيحت لي فرصة سابقة في الكتابة عن رواية "بحريات"، ضمن ملتقى حوار بنادي جدة الأدبي، ونشرت في كتابي "سجال الخطابات"، وفي كتابي الآخر "عن الطفرة الروائية". حضرت البحريات بدلالاتها الباذخة في كل فصول الكتاب تقريباً؛ في الخطاب الاجتماعي، وفي وعي الذات، والقيم المتحولة، ودلالات التفكير الروائي في الشخصيات، وفي الزمان والمكان، وفي الفضاء الروائي، وفي استثارة شاعرية اللغة من أقصى مكامنها. وتبرز في هذه الرواية ديناميكية استدخال الآخر في بيئة المدن الصحراوية كجزء من مفاعيل التحولات المتسارعة التي حدثت في مجتمعنا المحلي، والوسيط هنا شخصيات واضحة المعالم الطرية في بيئة واضحة الجفاف والشح والندرة. ومع شهرة وقوة رواية البحريات، وما حظيت به من وهج إعلامي، ومن متابعات نقدية متنوعة، مما يعطي انطباعاً، أو يشكل شرطاً صعباً، وحاجزاً قوياً أمام كتابة رواية ثانية بالمستوى ذاته. إلا أن رواية "الوارفة" جاءت دلالة إضافية على أن أميمة الخميس مبدعة حقيقية، تجيد التنقل بين الذاكرة والمخيلة في لغة أدبية راقية، وبسلاسة سردية لا تخطئها عين القارئ الخبير، ويستشعر جمالياتها حتى القارئ العادي، ولهذا رشحت من روايات النخبة في قائمة البوكر الدولي للرواية العربية في العام الماضي، كما أشار المتحدثون قبلي، وشخصية الجوهرة -الدكتورة الجوهرة- وشخصية الطبيب الأعرابي، من الشخصيات الفارقة والمعبرة في الرواية السعودية، شخصت الكاتبة من خلال هذه الرواية وضع المرأة العاملة، ودخولها في خضم الحياة بمفردها تقريباً، بعد أن فقدت في سبيل تحررها النسبي دعم العصبة أو الأسرة المترابطة، وواجهت الحياة وصار عليها أن تتدبر أمورها، وأن تقوم مثلاً باستنبات رجلها بنفسها من شخصية أي شريك محتمل، وهو الدور الذي كانت تؤمنه الأسرة الكبيرة في الماضي، والشخصيات في روايتها الثانية لا تقل بحال عن شخصيات البطولة الجماعية من أسرة آل معدن في رواية البحريات، إذ أجادت الكاتبة في البطولة الفردية، كما أجادت في البطولة الجماعية، أي أن دائرة إبداعها متكاملة. وددت أن أحيي بهذه الكلمات القليلة الأستاذة أميمة الخميس، وأن أكرر الشكر للجميع، وأرجو لفارسة هذه الأمسية المزيد من السعادة على المستوى الشخصي، ومن العطاء على المستوى الإبداعي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :529  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج