شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتورة فاطمة إلياس))
أن تُكرم قامة إبداعية بقدر أميمة الخميس، فهذا هو الطبيعي والمتوقع من مرافئ التكريم ومنصات التتويج النزيهة. وهذا بلا محاباة أو مجاملة هو نهج اثنينية عبد المقصود خوجه العريقة.
لكن من الظلم أن تلخص مسيرة أميمة بكل إضاءاتها ومجدها الإبداعي في كلمات تلقى كتقليد احتفائي. وهنا أقول يا سادة ويا سيدات:
من أراد أن يعرف لماذا تربعت أميمة الخميس على عرش قلوبنا وتخوم عقولنا قبل أن تجلس أمامكم اليوم، فليقرأ روايتها "البحريات" التي عبرت بها مفازات الغربة الأنثوية، وعرّت فيها ضحالة المكان حين تتصحر فراشانه، وتزرع حدوده بألغام الصلف والانغلاق.. وليقرأ "الوارفة" هديتها الثانية لكل أنثى جامحة تطمح لكتابة ملحمتها هي على مدارج الكفاح والنجاح وسط غابة شائكة من الاحترازات والمستحيلات، وليفتش في أرشيف إرثها الأدبي عن قصصها بدءاً بـ "الضلع حين استوى" عام 1993م، وليلج إلى نوافذها في صحيفة "الجزيرة" ومن بعدها غيومها الناطقة بالحكمة والحق في زاويتها "منطق الغيم" في جريدة "الرياض"، ليتعرف إلى رقي يراعها، وهدوء طرحها، وزهدها في الإثارة الصحفية، وقدرتها الإبداعية على "نكش" (بالحجازي) التابوهات دون تحدّيها أو محاولة تسفيهها.
أميمة ابنة الأديب عبد الله بن خميس لم تتطفل على صيت والدها الأدبي والاجتماعي، وتتوسل الشهرة أو تتجرأ على الكتابة كما فعل غيرها بحجة أن "ابن الوز عوّام"، بينما لم تتعدَّ حدود شخبطاتهم "البلبطة" في بحور السرد والشعر. كل ما فعلته أميمة منذ الطفولة هو أنها استغلت تلك البيئة التي توفرت لها في المنزل والتي وصفتها في تصريح لها حول تجربتها بـ "البيئة المستحثة على القراءة (المنزل)، وهذا انعكس عليّ كوني عشت في بيت كانت الكتب تملأ ردهاته، وكذلك الصحف التي كان يجلبها والدي إلى البيت، وكان يمسكها بحنو جعلني أشعر بأنها مصدر بهجة".
ولم تتكئ هذه الطفلة على إرث أبيها، ولم تتلفع بعباءته الأدبية وهي تكبر في حياضه، بل حاكت عباءتها السردية بجهدها ومثابرتها، وجعلت من سيرة والدها تحدياً لها لتثبت أن العوم لا يورث، ولتخرج من عباءة عبد الله بن خميس التراثية، لتسبح دون أن تغرق. لكنها لم تستطع التخلص من جيناته الشعرية، رغم تنصلها من الشعر الذي اكتسح لغتها، وكساها بشاعرية فطرية عذبة، تأسرك حتى في مقالاتها.
حصدت أميمة النجاح بجهدها وموهبتها، فحق لها أن تفوز بجوائز عديدة وأن ترشح روايتها "الوارفة" للبوكر، وحق لهذه الغيمة النجدية أن تمطر اليوم في سماء الحجاز، وحق لها أن نشرع نوافذنا لها ولإبداعها.. ونحييها بما هي أهل له.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الدكتورة فاطمة إلياس، الكلمة الآن لسعادة الدكتورة انتصار العقيل، الكاتبة والأديبة المعروفة، فلتتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :655  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج