((الحوار مع المحتفى به))
|
الأستاذة منى مراد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الأمين. أصحاب السعادة أصحاب الفضيلة الإخوة الحضور، الأخوات الحاضرات. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
إن ضيفنا الذي نتشرف بتكريمه الليلة كافح في تعليمه أثناء كفاح والده خارج الوطن، فجمع بين البراعة المهنية والأخلاق الرفيعة، فكان أن قدّرته القيادة الحكيمة ورجالات الوطن ومنح إمكانات عالية فحقق نجاحاً مميزاً لمملكة الإنسانية، لكن إعلامنا المحلي والعربي لم يسلط عليه الضوء كما يستحق، وهذا الأمر لم يضايقه لأنه أحب العمل بصمت، وكان يعتمد في كل أعماله على الله سبحانه وتعالى، فهو لا ينسى ذكره عند بدء عمله في كل عملية جراحية يقوم بها متناسياً حلاوة الشهرة ولذة الكسب المادي، حيث كان بإمكانه أن ينال أجر عمليتين يجريهما في يوم واحد في القطاع الخاص براتب شهر في عمله بديوان الخدمة التي عمل بها طوال ستة وعشرين عاماً. هو سعادة الدكتور محمد بن راشد الفقيه ابن الوطن، الذي أصبح رائداً في جراحة الأطفال عربياً والذي بدأ قبل غيره في هذا المجال منذ عام 1982م، وهو الذي طور عملية إيقاف الدورة الدموية عند الأطفال بالتثليج. |
نبدأ بالسؤال من الدكتورة أفنان الريّس: |
عندما يتم نقل قلب إنسان إلى آخر هل تنتقل معه صفات الإنسان الوراثية من صاحب القلب الأصلي؟
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: نحن قمنا بنقل قلب من إنسان إلى آخر أو من طفل إلى آخر، وبعضهم مثلاً فتاة أمريكية شابة إلى شخص سعودي أو فلبيني إلى سعودي وطبعاً تربيتهم مختلفة وأفكارهم مختلفة ولم نلاحظ أي تغيير إطلاقاً. ربما تكون هنالك أشياء حدثت لم نعلم بها ولكن بما ندرك من طريقة الكلام وما يعرفه عن أهله ودينه وطريقة حياته، فتوصلنا إلى أن ما كانت عليه حياته قبل الزرع تبقى كما هي بعد الزرع في ملاحظاتنا المباشرة. |
سؤال من الأستاذ خالد المحاميد: |
سعادة الدكتور زادك الله فضلاً وعلماً.. ما هي اقتراحاتك في التعامل الحكومي مع شركات التأمين والمستشفيات التي تتعامل معها، فالملاحظ أن المرضى يشكون من أن شركات التأمين يوعزون للمستشفيات بصرف أدوية رخيصة الثمن بدلاً من الأدوية التي تصرف له. كما أنك طالبت بأن تكون هناك مؤسسة عامة للتأمين، كيف تتم الرقابة الحكومية على هذه المؤسسات؟
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: الرقابة الحكومية موجودة في مجلس التأمين وهو مرجع الجميع: المريض والمستشفى وشركة التأمين، وهو يسمى مجلس الضمان الصحي والذي يحاولون الآن تطويره لأننا حديثون في هذه الخدمة. النقطة الثانية إذا أردنا أن نعتمد على شركات التأمين الخاص فلا بد من البحث عن الأدوية الرخيصة لأن عدم البحث عنها سوف يؤدي إلى رفع قيمة الاشتراك بالتأمين، فهم لا يحرمون المريض من الدواء وما دام دواء يؤدي -حسب إجازة وزارة الصحة سابقاً وهيئة الغذاء والدواء حالياً- العمل نفسه، يجوز حينئذٍ للمستشفى أن تصرف الدواء نفسه إلا إذا كانت هنالك عليه ملاحظات، وهذه الملاحظات يجب أن تكون مقررة من قبل هيئة الغذاء والدواء، الآن في أمريكا في التقارير الرسمية هنالك 30% تقريباً مما يصرف على الخدمات الصحية يذهب إلى إدارات شركات التأمين، هذا كله يحمل المريض المزيد من التكاليف لأنها شركات خاصة. وفي أمريكا يحذف الضمان الصحي بعض الأدوية إذا كان الإنسان كبيراً في السن ولديه مرض مزمن لا يستطيع بسببه الحصول على التأمين. لقد بدأ الحزب الديمقراطي في أمريكا خلال الستينات بما يسمى "العناية الطبية" و "العناية المادية"، هذه المؤسسات حكومية تعين الطفل والفقير والكبير على تلبية الحاجات الأساسية. في أمريكا هنالك 40 مليون غير مؤمِّنين على أنفسهم ولا يخضعون للتأمين، لذلك هنالك إشكالات كبيرة في أمريكا. إن أعلى مبلغ يصرف على الفرد في العالم هو في أمريكا، إذ يصرف على الفرد الواحد هناك كخدمة صحية حوالي 7 آلاف دولار سنوياً إذا أخذت في الاعتبار ما يصرف بصورة عامة، وهو أعلى رقم في العالم، فيما يصرف على الفرد في فرنسا 3500 دولار مع فارق أن فرنسا لديها تغطية شاملة للفرنسيين والمقيمين في جميع ما يحتاجون إليه، وهم بإمكانهم أن يدخلوا أي مستشفى من دون تحديد للأدوية. أما بريطانيا فيصرف على الفرد هناك حوالي 2500 دولار ولكن مردودها أقل لأن نظامهم يشبه نظامنا في المملكة، لماذا لم تستطع بريطانيا التوسع؟ لأن مصدرها هو فقط ميزانية الدولة وليس اشتراكات الأفراد، لذلك إذا استمر الوضع في شركات التأمين الخاصة فمن الطبيعي والجائز لهم أن يطلبوا صرف أدوية رخيصة ما دامت مجازة من هيئة الغذاء والدواء وتقدم العمل نفسه. |
سؤال من الأستاذة دينا أسعد من قنصلية لبنان العامة بجدة: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك الله في شيخ الاثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه بهذا الصرح العظيم. أسأل الدكتور عن عمليات القلب الكثيرة في الآونة الأخيرة ولماذا كثرت الأزمات القلبية لدى مختلف الأعمار؟ وإذا تفضل علينا ببعض النصائح لتفادي الأزمات القلبية.
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: أمراض القلب هي تقريباً ثلاثة أنواع رئيسية وهنالك أمراض نادرة، ولكن الأمراض الرئيسية تعود للعيوب الخلقية عند الأطفال وهذه نسبتها في العالم متساوية تقريباً إلا إذا كانت في منطقة يحصل فيها التزاوج بين الأقارب بكثرة، وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، ولكنها في العالم عموماً متساوية في عدد المواليد وهي لم تزد. السبب الثاني هو أمراض الصمامات الناتجة عن روماتيزم القلب، وهذه أصبحت الآن أقل في المملكة لأن علاج الأطفال من الالتهابات التي تؤدي إلى حصول روماتيزم القلب أصبح متاحاً لمعظم الأطفال، لذلك يجب أن نشير إلى أهمية نشر ما يسمى بالرعاية الأولية؛ فالدولة تستطيع توفير العلاج من خلال الرعاية الطبية الأولية التي تعتبر أرخص وأكثر قرباً للناس وأكثر فائدة، وتغطي علاج معظم الأمراض، ولذلك فإن الأطفال الذين تمت معالجتهم بالمضادات الحيوية من الالتهابات أصبحوا أقل عرضة للإصابة بأمراض روماتيزمات الصمامات، لكن بقي لدينا أنه بسبب ارتفاع معدل الأعمار أو سن الإنسان كثرت أمراض الشيخوخة بما فيها أمراض الصمامات التي قد يحصل فيها تكلس أو تلف بسبب الشيخوخة. أما الأمراض التي تشيرين إليها أنت فهي أمراض الشرايين التاجية التي تسبب الذبحة الصدرية أو الجلطة وهي بالفعل قد كثرت، وأسبابها معروفة إلى حدٍ ما، لكن بعضها له علاقة بالجينات والشيخوخة، وقد ثبت أنه إذا احتاط الإنسان فإن احتمال حصولها يكون أقل بكثير، وأن المجتمع الذي تتنشر فيه الوقاية يصبح أقل عرضة لانتشار هذه الأمراض، كما هو الحال في بعض المناطق الأوروبية والأمريكية التي أثبتت الإحصائيات فيها أن هذه الأمراض التاجية قد انخفضت نسبة الإصابة بها عما كان عليه الأمر في السبعينات والثمانينات، ووجدوا أن انتشار الوعي يقلل من حدوثها وإذا ما حصلت تكون خفيفة. أما طرق الوقاية فمعروفة للجميع لكن اتباعها هو المهم، وأهمها التغذية، وهنا نرجع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم المعدة بيت الداء، حيث ثبت أن العنصر الرئيسي لبعض أمراض السرطانات وأمراض الشرايين والقلب وكثير من أمراض الجهاز الهضمي هو كمية أو نوعية الغذاء، والمعلومات حول هذا الموضوع لا يسع المجال هنا لذكرها لكنها متوفرة في معظم الكتب باللغة العربية وهي متاحة. النقطة الثانية هي ممارسة الرياضة والحركة؛ فمع توفر الراحة قلت حركة الناس فأصبح من يريد الوصول إلى عمله في مكان معين يأتي بالسيارة ولو استطاع أن يدخل باب البناية بالسيارة لدخل، وحتى لو أدى وقوفه إلى أن يسد على سيارة أخرى أيضاً فهو يتعاجز عن إيقافها بعيداً. إذن أصبح الناس لا يتحركون، وعدم الحركة سبب آخر من أسباب أمراض الشرايين. إن الحركة ومن أي نوع كانت مهمة، ومن الضروري ممارستها كما يقال "قليل دائم خير من كثير منقطع". النقطة الثانية للمدخنين: لا بد أن يعرفوا أن التدخين سبب رئيسي لأمراض كثيرة ومنها السرطان على أنواعه، لكن تأثيره على أمراض الشرايين تأثير مباشر نظراً لما تحتويه السيجارة من مواد سامة تتعدى النيكوتين إلى المئات من المواد السامة التي لا يكاد يُصدق عددها ولكن هذا هو الواقع، والمهم أن علاقتها بأمراض الشرايين علاقة مباشرة والآن أصبحت ثابتة ثبوتاً واضحاً. الأمر الآخر مرض ضغط الدم، بعضهم لا يدرك أن لديه هذا المرض إلا إذا فحص ضغطه صدفة، وإلاّ فإنه يهمله لأنه لا يحسه، وهو يسمى "القاتل الصامت"، لذا يجب المحافظة على مستوى طبيعي للضغط وإلا فإنه سيخرب الشرايين والمخ والقلب ويسبب جلطات المخ ومشاكل الشرايين، ويتم العلاج بأدوية مختلفة ولكن إهمال العلاج يؤدي إلى حدوث هذه المشاكل، السكري أيضاً سبب لأمراض الشرايين لكن علاجه يقلل كثيراً أيضاً من أثر هذا المرض على الشرايين، لذا فإن التغذية أساساً مع الحمية من البداية مع التمارين والحركة الرياضية تقلل من الإصابة بالسكر والضغط، فالوقاية هنا ضرورية وتفاصيلها موجودة ومعروفة. |
سؤال من المهندس عبد الغني حاووط: |
كثيراً ما نسمع عن مضار مشروبات الطاقة لما تحتويه من الكافيين المركز على ضربات القلب وخصوصاً قلوب الأطفال، دون سن الثانية عشرة، فهل الكافيين تأثير دائم على انتظام ضربات قلب الطفل بعد ذلك من عمره وما الكمية المسموح شربها للطفل حتى وإن كانت من القهوة؟
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: الكافيين من المفضل عدم استخدامه مطلقاً لأنه منبه وليست به فائدة، أما الكمية المسموح بها بالميزان فلا أعرفها بالضبط، لكن على الإنسان أن يقلل كثيراً من المشروبات التي تحتوي على الكافيين وإذا استطاع أن يوقف تناولها يكون ذلك أفضل. |
سؤال من السيدات: سؤال من طالبة بجامعة الملك عبد العزيز قسم علم الاجتماع صفاء عبد الحميد الزهراء. |
بما أن المحتفى به هذه الليلة جراح القلب العالمي البروفيسور محمد راشد الفقيه، هل توجد علاقة بين مرض القلب العضوي وأمراض المعنوية مثل الحقد والحسد والبغض والكره والعجب وغيرها أعاذنا الله جميعاً منها؟ وألا تؤدي هذه الأمراض التي تصيب كثيراً من نفوس الناس إلى إصابة القلب بمرض عضوي؟ هل تعتقدون أن هذه الأمراض أخطر من الأمراض العضوية التي تصيب القلب. نسأل الله أن يكرمنا بالقلوب السليمة الخالية من الأمراض؟
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: الجواب العادي الذي يقوله كثير من الناس أن لا علاقة بين الأمور العضوية في القلب مثل الإصابة بالشرايين والعيوب الخلقية، والحقد والحسد، ولكن في الدراسات الحديثة هنالك كتاب لأستاذ في نيويورك هو أستاذ لأمراض الوقاية أصلاً، ذكرت الدراسات فيه -والدراسات موجودة في غير هذا الكتاب وهي أجريت على علاقة الكآبة والضغط النفسي بنشوء أمراض الشرايين- أن هنالك علاقة فعلية بين وجود الكآبة والضغط النفسي المزمنين على حدوث أمراض الشرايين، وقد أصبحت حقيقة بعد أن كانت نظرية، أما السبب في تأخر وصول العلماء إليها فهو صعوبة قياس هذه الأشياء، وكيف تؤثر. إذاً هنالك هورمونات في الجسم تؤدي إلى اختلال التوازن داخل الدورة الدموية، هورمونات معروفة ويمكن قياسها وليست هورمونات نظرية، ووجد العلماء أن الإنسان لا يستطيع أن يبعد عن نفسه الضغط النفسي ولا يستطيع أن يبعد عن نفسه الكآبة، ولكن حينما يقلل من أسبابها يقل تعرضه للأمراض المختلفة، وكما ذكرتِ فموضوع الحقد والحسد هما سببان رئيسيان لحصول الكآبة والضغط النفسي عند الإنسان لأنه يراقب غيره ويحسد غيره فيتحول ذلك إلى ما نسميه بالهم الذي يولد الكآبة والضغط النفسي، فهنالك إذاً علاقة مباشرة وعلمية. أكثر من ذلك، لقد أجرى بعض الأطباء -وليست لديهم علاقة بالدين الإسلامي أو المسيحي- تجارب عن الصلاة فوجدوا أن من يرتبط بعلاقة دينية منتظمة ومعتدلة ويذهب إلى الكنيسة أقل تعرضاً لأمراض القلب، بل أكثر من ذلك، فقد جربوا الدعاء بدون معرفة الشخص والدعاء بمعرفة الشخص وجدوا أن الدعاء بدون معرفة الشخص أكثر فائدة مما لو قال له أنا أدعو لك، وهم الآن على وشك أن يصلوا إلى بعض الاستنتاجات وهذا الكلام علمي ليست له علاقة بالأديان.. هذه الآن لم تصل البحوث العلمية فيها إلى نقطة نهائية، إنما يتم الكلام عن نسب تستخدم فيها وسائل الإحصاء العلمي. إذاً الحسد والحقد لهما علمياً علاقة بالأمراض ونحن كمسلمين نعرف ذلك، لكن البحث العلمي غير مرتبط بالدين فهؤلاء علماء وليسوا قساوسة، أطباء غير مسلمين وغير تابعين للكنيسة، أحدهم يهودي وقد أجرى الدراسة على مسيحيين. |
سؤال من الأستاذ ناصر الدعجاني مدير قناة الإخبارية منطقة مكة المكرمة: |
أريد أن أعود إلى موضوع الفكرة التي طرحتها عن تأمين العلاج من خلال شركة أو مؤسسة عامة للضمان الصحي، وهي أفكار ما زالت تدرس ولكن كما تعلمون فإن المستشفيات قد لا تتوفر فيها أسرّة وقد يندر العلاج ويخشى ألا تطبق الفكرة بشكل جيد إذ قد يتخللها بعض المحاباة أو الفساد من قبل المستشفيات.
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: في الواقع إن وجود مؤسسة الضمان الصحي العامة التي تسندها الدولة ويشترك فيها الناس يؤدي إلى علاج الأشياء التي ذكرتها، لأن كثيراً من المستشفيات الآن -أو أقسام المستشفيات- يدار بكفاءة متدنية، بحيث أن أي طبيب اختصاصي -وإخوتنا الأطباء يعرفون ذلك- يوم واحد في الأسبوع لديه عيادة أو عيادتان في الأسبوع، ومعظم الأطباء على هذا الوضع وقليل منهم يأخذون أكثر من ذلك.. إذن جزء كبير من الطاقة البشرية المتخصصة لا يستخدم خلال الأسبوع وهذا يؤدي إلى تأخر إنجاز عملية الفحص بالمختبر والبقاء على السرير قبل الخروج، وأنت عندما تحاسب الطبيب والمستشفى على أدائه فقط تعطيه نقوداً بقدر ما يعطيك، حينئذٍ يتبين للدولة من هو المستشفى القادر وغير القادر، أو من هو الطبيب الذي ينجز أو الذي لا ينجز، لأنه سوف يأخذ فقط بقدر ما يقدم ولن تكون هنالك محاباة لأن لكل واحد رقماً وهذا يجب أن تأخذه كمريض وتذهب به إلى المستشفى لتتعالج بجميع أنواع العلاجات؛ فالفكرة أن تطبيق مسألة النظام الصحي العام يجعل كفاءة المستشفيات الحكومية مثل كفاءة المستشفيات الخاصة. الآن لو كانت المستشفيات الخاصة تعمل مثل ما تعمل المستشفيات الحكومية لخسرت من أول يوم، وليس من أول الشهر، فالطبيب في المستشفى الخاص يعمل يومياً -سواء كان جراحاً أو أخصائياً- ما بين العيادة وبين العمليات المريض، بينما الجراح في المستشفيات الحكومية يداوم يوماً أو يومين على الأكثر وله عيادة أو عيادتان في الأسبوع، كذلك الطبيب الباطني له عيادة أو عيادتان في الأسبوع في معظم المستشفيات وليس كل المستشفيات. بعض إخواننا الأطباء يداومون يومياً ولكن إذا ما قرر هذا الطبيب الذي يجري عمليات يومية أن يعمل يوماً واحداً في الأسبوع، فلا أحد يستطيع أن يجبره، لذلك فإن إعطاء المستشفى الطبيب بقدر ما ينجز سوف يصحح قضية الفساد وغيره. ثانياً عندما تعطى ميزانية بقدر إنجازك فعليك أن تطلب معدات لا بد أن تتناسب مع العمل الذي تقوم به وإلاّ فلن تُعطى معدات لعمل لا تقوم به، لذلك سوف تقارن المعدات التي يأخذها هذا المستشفى بالمعدات التي يأخذها مستشفى آخر، ولا يستطيعون أن يتلاعبوا بها. هنالك شيء أبسط من هذا قبل التحويل: لو أن وزارة المالية تطلب الآن من المستشفيات إعطاءها ومن دون مناقشة معلومات حول عدد المرضى الذين يعالجون وعدد أولئك الذين أجريت لهم عمليات، ويضعونها في ملف.. حتى الآن لم تطلب الوزارة من المستشفيات ماذا يقدمون، تتناقش معهم على الميزانية والدولة تزيد في الميزانية كل سنة وتضاعفها خصوصاً خلال السنوات الأخيرة والمستشفيات تتوسع وتزيد الموظفين لديها ولكن لا أحد يسأل أي مستشفى في المملكة، كم مريضاً عالج كم عملية أجرت.. لو فعلوا هذا فقط وقارنوا بين المستشفيات فلسوف يتحرك الموضوع قليلاً. تصور أنا جئت إلى الرياض عام 1972 ووجدت أن مستشفى الشميسي لم تكن فيه أسرة تكفي، ثم افتتحت كل المستشفيات الكبيرة في الرياض ولا يزال مستشفى الشميسي من دون أسرّة كافية. |
سؤال من الأستاذة مزينة حقي حرم المغفور له أحمد عبد الغفور عطار مؤسس جريدة عكاظ. |
سعادة الدكتور محمد الفقيه، ما هو سبب ثقب القلب الذي يحدث عند الأطفال من المواليد وما هو السن المناسب لعلاجه وما هي طرق الوقاية منه؟
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: بالنسبة للثقب فهو على أنواع لا مجال لذكرها، ولكن العيوب الخلقية في غالبها لا سبب واضح لها، إنما كما قلنا التزاوج بين الأقارب قد يؤدي إلى ازدياد العيوب الخلقية عموماً وليس في القلب فقط. كذلك فإن الإصابة بما يسمى الحصبة الألمانية قد تؤدي إلى عيوب خلقية عامة وليس فقط في القلب، وكذلك بعض الأدوية حينما تؤخذ في الثلاثة شهور الأولى من الحمل قد تؤدي إلى عيوب خلقية. إذاً الوقاية تقتضي أن يتفادى المرء التزاوج من الأقارب، ثانياً الابتعاد عن الأدوية في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، وثالثاً إذا ما تعرض للحصبة أن يراجع الطبيب ويسرع بمعالجتها. إن بعض هذه العيوب يكون صغيراً ولا يحتاج إلى علاج وبعضها يكون علاجه بالقسطرة من دون فتح قلب، وبعضها يحتاج إلى فتح قلب. بعض المرضى أجريت لهم عمليات في الساعات الأولى من الولادة، وآخر لديه ثقب في القلب أجريت له عملية وكان عمره 62 سنة، توفي فيما بعد وليس بسبب العملية وهو والد الأستاذ سليمان العيسى المذيع، والسؤال: لماذا في هذا العمر أجريت له العملية؟ ببساطة لقد كان لديه بعض المشكلات كان لا بد من التغلب عليها، لذلك لا أستطيع أن أجيب إجابة عامة.. بعضهم لا بد أن يغلق الثقب حتى لا يفقد الطفل حياته وبعضهم يستمر إلى أن يكبر ثم تجرى له عملية. |
سؤال من الدكتور عبد العزيز معتوق حسنين: |
زميلي الدكتور محمد معكم عبد العزيز معتوق حسنين زميل وعضو الكلية الملكية البريطانية بلندن. أولاً أود أن أؤيد ما ذكرتموه عن المرحوم سعادة اللواء رضا خليفة مؤسس الخدمات الطبية بالقوات المسلحة فقد كان رجلاً فاضلاً يعمل للتعاون مع كل مواطن، رحمه الله. ثانياً أود أن أصحح معلومة بسيطة: لقد سبق بيل كلينتون سبعة رؤساء لم يتمكنوا من أن يجعلوا الإصلاح الطبي التعاوني قانوناً فدرالياً، فيما استطاع باراك أوباما أن يجعله قانوناً فدرالياً معمماً على جميع الولايات المتحدة الأمريكية، واليوم فإن 325 مليون مواطن أمريكي سوف يحملون ضمان تأمين صحي هو لا شك الحل لكل مشاكل الصحة. وثالثاً وجواباً على أول سائلة فيما يتعلق بالقلب المنقول من شخص إلى آخر: علمياً لا فرق بين الكلى والقلب والقرنية وأي عضو في الإنسان مثله مثل جميع الأعضاء -هذا من الناحية العلمية- أما دينياً فكلمة القلب في كتاب الله والسنة لا تعني العضو نفسه بل هي تعني عمق الشيء، قلب التفاحة مثلاً أي عمقها.
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: شكراً لك. |
سؤال من الدكتورة إلهام ضرغام: |
بارك الله لكم في الاثنينية وجعلها في ميزان حسناتكم. هل زراعة القلب من خلال الخلايا الجذعية من الأخلاقيات الإسلامية؟ وهل هي تلعب دوراً في الاختلاط الوراثي؟ وهل الخلايا الجذعية هذه قد تأتي من أجناس مختلفة؟
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: الخلايا الجذعية تعرفين أن حولها جدلاً كبيراً حتى في أمريكا، وقد تدخلت فيها الحملات الرئاسية وهي عملية معقدة. ومن الناحية الشرعية لا أستطيع أن أفتي فيها ولكن في كثير من الأحيان، تؤخذ من نفس الإنسان، أنا لست عالماً شرعياً لكن الخلايا الجذعية التي تؤخذ من شخص آخر تعتبر مثل العضو الذي ينقل من شخص آخر بالنسبة لنا كأطباء، لأن الجزء العلوي الذي يؤخذ من جسم آخر أيضاً هو مختلف حوله دينياً ولذلك تعطى أدوية المناعة، أما أنا فلا أستطيع أن أدخل في الناحية الشرعية لأنني لست مؤهلاً لذلك. |
السؤال الأخير من الشيخ محمد علي الصابوني: |
بسم الله الرحمن الرحيم، انطلاقاً من هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم القائل إن الناس كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعباده، نشكر لسيادتكم هذا العمل الجبار في إنعاش نفوس المسلمين وسؤالي اليوم لسعادتكم: هل إذا ما زرعنا قلب إنسان في إنسان آخر يفقد الأخير ذاكرته؟ أي هل يغيب من ذاكرته ما كان موجوداً سابقاً؟ أريد جوابكم من دون أن تلعبوا بقلبي بمشرطكم المبارك.
|
الدكتور محمد راشد الفقيه: إن شاء الله لن تحتاج إلى مشرط أو غيره، وإن كنا قد أجبنا عن هذا السؤال من قبل، وقلت إنه من خلال ملاحظتنا الشخصية عندما تنقل قلباً إلى شخص آخر حتى لو كان مخالفاً بالدين لا يتغير شيء، هذه هي الملاحظة العادية إلاّ إذا كانت هنالك أشياء أخرى لا نعلم عنها. ثانياً: نقل القلب لا يؤثر على الذاكرة لا سلباً ولا إيجاباً، لكن لا بد أن نعرف أنه عندما تجرى عملية قلب، فإن الدورة الدموية تدور في جهاز ففي بعض الأحيان تتأثر الذاكرة تأثراً بسيطاً أو كبيراً حسب عمر الشخص وحسب شرايين مخه وصحتها. إذاً لا يوجد تأثير على الإنسان بسبب النقل ولكن بسبب الدورة الدموية التي تدار خارج القلب في بعض العمليات الجراحية. |
|