الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((كلمة سعادة الأستاذ طارق القصبي))

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسس الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه على حرصه ومبادرته الكريمة في تكريم العلماء والأدباء من أبناء هذا الوطن وهو نهج قل في هذا الزمان. علاقتي بالأستاذ الدكتور محمد راشد الفقيه علاقة قديمة، فقد تزاملنا منذ الصبا وعرفت منه حبّه للعلم ورغبته الجامحة في أن يصبح طبيباً وجراحاً للقلب منذ صباه. وكنا لا نعرف فنون الطب وتخصصاته الفرعية، وقد كان حريصاً أن يجعل كل همه، وليس جله، في التحصيل والاستزادة، سأقف وقفات بسيطة كي أدلل على ما أقول: تخرج الدكتور محمد فقرر أن يعمل وهو مبتعث براتب بدلاً من أن يأتي للوزارة طبيباً ثم يبتعث لكي يكتسب من الخبرة والمهارة الطبية، وبإصرار شديد تم إقناعه بأن يتعين ثم يذهب مبتعثاً، ثم كرر ذلك مرة اخرى عندما حصل على الزمالات الثلاث وهو أمر نادر أرجو ألا يمر مرور الكرام؛ فالحصول على زمالة الكلية الجراحية البريطانية أمر ليس بالهين وقد أصر الدكتور محمد على أن ينال الزمالة من لندن ثم من أدنبرة ثم جلاسكو ليؤكد كفاءته وقدرته على نيل هذه الشهادة العريقة، ثم قدرته هذه الكليات بأن جعلته ممتحناً من عام 1978 حتى عام 1994 وهو تقدير عالمي للدكتور. النقطة الثانية أنني حضرت معه تكريماً له في جامعة هارفرد بمناسبة تعيينه أستاذاً زائراً في الجامعة، ولفت نظري أن رئيس قسم جراحة القلب في الجامعة طلب منه بعد مراسيم الحفل ورجاه رجاءً خاصاً أن يخصص نصف ساعة من وقته لزيارة قسم القلب في الجامعة، وهذا تقدير علمي ليس بعده تقدير لأنه يرغب في أن يسمع من الدكتور محمد رأيه في القسم وكيفية تطويره. كذلك ساهم الدكتور محمد من خلال عمله بتدريب الأطباء السعوديين، كما تخرج على يديه أكثر من عشرة من رؤوساء الأقسام الطبية الآن في جامعة الملك سعود وغيرها، وأصبح يشار إليهم بالبنان، وهو إنتاج محلي يندر وجوده، أي أن يتخرج استشاري معترف به دولياً من مؤسساتنا الطبية. كذلك ومن خلال زمالتي له رافقته وهو يؤسس ويستشار في تأسيس مراكز القلب؛ فقد أسس مركز عبد العزيز البابطين لجراحة القلب بعد تأسيس مركز الأمير سلطان لأمراض جراحة القلب، والمستشفى العسكري والذي أنشئ بدعم سخي من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، كما أسس مركز عبد العزيز البابطين في الدمام وأسس مركز القلب في القصيم وساهم بعدها في تأسيس مركز القلب في دول إسلامية أخرى إضافة إلى مساعدته في بناء مركز القلب في جامعة الملك سعود. ولنقف قليلاً عند حرصه على الإنجازات العلمية التي تفيد البشرية: فقد طور الدكتور محمد طريقة لإجراء عمليات إصلاح العيوب الخلقية للأطفال بتجميد الطفل وإجراء العملية خلال مدة لا تزيد عن نصف ساعة، وهذه الطريقة مسجلة باسمه. كذلك طوّر طريقة جيدة لإصلاح الصمام الأورطي للكبار وطُلب منه عرضها في مؤتمر للمختصين في لوس أنجلوس عام 78 وتنفيذ العملية حية على الهواء، ونقلت بالدائرة التلفزيونية للحضور جميعهم وهم من جميع أقطار العالم.. كذلك طوّر جهازاً باستعمال المايكرووين لعلاج خفقات القلب باستخدام طاقة المايكروويف في عام 2002م. الدكتور محمد -لن أطيل فيه فالوقت لن يكفي، لأن الوقت المعطى لي محدد بتعداد إنجازاته- هو علم شامخ وهو عالم طبيب جراح أعطى لهذه البلاد الكثير. فأشكر مؤسس الاثنينية لتقدير علم شامخ وأشكر لكم هذه المشاركة الكريمة.

عريف الحفل: شكراً للأستاذ طارق القصبي. أيها الإخوة والأخوات، سيكون هناك مجال لطرح الأسئلة بعد الاستماع لضيف الاثنينية وذلك من قسمي الرجال والسيدات. الكلمة الآن للمحتفى به ليتحدث عن مسيرته الحياتية العلمية والعملية فليتفضل.