شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور علي إبراهيم غبان ))
- مسك الختام أيها السادة من الدكتور علي إبراهيم غبان من قسم الآثار بجامعة الملك سعود:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
الشيخ الوجيه الماجد والأستاذ الفاضل عبد المقصود خوجه، السادة الحضور:
يعد الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد عبد الله أحد أبرز المهتمين والمختصين بمجال آثار الجزيرة العربية بصفة عامة، ودراسات وكتابات المسند بفرعيه الشمالي والجنوبي على وجه الخصوص، كيف لا؟ والمذكور - ومنذ إنخراطه في سنة 1963م في الدراسة الجامعية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة بيروت - قد تتلمذ على أيدي أساتذة يشهد لهم التاريخ الأكاديمي بالجدة، والمقدرة، والتمكن أمثال اللبناني نبيل فارس، والفلسطيني إحسان عباس، والأردني محمود الغول، والأخير كان المشرف على بحثه الذي أعده للحصول على درجة الماجستير..
هذا البحث الذي درس فيه عشرات من النصوص المعروفة بالصفوية والمكتشفة في عدة مواضع في شمال المملكة العربية السعودية، ولهذه النقوش قصة: فقد عثر عليها خلال زيارة المرحوم محمود الغول لشمال المملكة حيث لفت الأهالي المحليين إنتباهه إلى موضع هذه النقوش فقام بنسخها ونقل بعضها إلى قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود، ويبدو أن المرحوم الغول قد تنبه إلى نبوغ الدكتور يوسف عبد الله فلم يتردد في منحه رسومات وصور هذه النقوش ليصبح بذلك أحد أوائل الطلبة العرب الذين حصلوا على شهادة أكاديمية عليا في مجال دراسة النقوش، ولم تخب في الواقع فراسة المرحوم الغول فقد تمكن أستاذنا الفاضل من الخروج بدراسة متأنية وجيدة لاقت الاستحسان والقبول من المهتمين والمختصين بمجال دراسات النقوش العربية الشمالية سواء الصفوي منها أو المعروف بالثمودي، وقد أعطت هذه الدراسة، الريادة للدكتور يوسف عبد الله لكونها من أوائل الرسائل التي نشرت باللغة العربية، وبعد عام واحد من حصوله على درجة الماجستير توجه الدكتور يوسف عبد الله إلى ألمانيا ليعمل مع أحد أعمدة النقوش العربية الجنوبية وهو البروفسور "أرثر مولر" حيث حصل على درجة الدكتوراة، وقد سنحت له الفرصة في ألمانيا للاستزادة والتبحر في مجالات علمية متعددة؛ فبالإضافة إلى دراساته المكثفة في اللغات السامية، وكتابات شبه الجزيرة العربية، تخصص في فرعين آخرين: الأول هو الثقافة في التراث الإسلامي، والثاني في فترة ما قبل التاريخ، وعند عودته إلى وطنه اليمن إنضم إلى هيئة التدريس بجامعة صنعاء وعمل في قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب، وتدرج؛ نظراً لكفاءته في مناصب متعددة داخل الجامعة وخارجها، فقد تولى رئاسة قسم التاريخ والآثار، وعمادة كلية الآداب لفترة من الزمن، وكذلك شغل منصب نائب رئيس الهيئة العامة للآثار والمخطوطات، وهو حالياً يقوم برئاسة هذه الهيئة كما تعلمون.
وتوجد الكثير من العلامات البارزة في حياة ضيفنا العلمية أمد الله في عمره، ويجب التوقف عندها، ولعل الوقت لا يسمح بالتوقف عند كل هذه العلامات، وأرجو أن يسمح لي ضيفنا أن أختار علامتين فقط لأتحدث عنهما: الأولى هي دراساته وأبحاثه التي تعد بالعشرات والتي شارك بدون أدنى شك من خلالها في مفهوم إرساء الدراسات في مجال الكتابات والنقوش في وطننا العربي مشاركاً بذلك زملاءه في اليمن أمثال الفقيه، والأكوع، والإرياني، وشيبة. ومن خارجها أمثال أستاذنا الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري، وتلاميذه في قسم الآثار والمتاحف في جامعة الملك سعود، في إرساء الأساس لهذه الدراسات وذلك بنشرهم بلغتهم الأم؛ دراسات أكاديمية علمية كان المجتمع العربي يفتقدها، وقد نشر ودرس ضيفنا العديد من الدراسات والأبحاث بلغات حية مختلفة، كما انتهج فيها منهجاً جعله متميزاً في هذه الدراسات؛ أخذ به فيما بعد العديد من الباحثين، وقد انتهج منهج المقارنة مع اللغات السامية الأخرى المعاصرة بكتابات المسند بفرعيه الشمالي والجنوبي، وحرص على التحليل باستخدام الموروث العربي المتوافر في المعاجم العربية المتعددة، والاستنتاج باستخدام المعلومات التي توحيها دراسات هذه النقوش لزيادة الجدار المعرفي للأمم التي استخدمت هذه النقوش، ومن أبرز أبحاثه والتي يمكن اعتبارها علامات بارزة في تاريخه البحثي دراسته لترنيمة "الشمس" المكتوبة بالقلم الحميَري والتي تعد إحدى صور الأدب الديني في اليمن.
وقد أضفت دراسته لترنيمة "الشمس" بعداً جديداً على موضوعات النقوش والمفاهيم الاجتماعية والدينية السائدة في الجزيرة العربية وبالذات في جنوبها، ومن أبحاث ضيفنا المهمة أيضاً دراسته لنقوش "المعسان" ونقوش "الزبور" المكتشفة حديثاً بمنطقة الجوف اليمني، فقد شارك العالمين البارزين البلجيكي "ركمانز" والألماني "مولر" نشر مجموعة من نقوش الزبور المكتشفة عام 1984م، وأيضاً مشاركته في تأليف مدونة النقوش اليمنية، كما لا يجب أن نغفل جهود ضيفنا ومشاركته في دراسة تاريخ بلادنا المملكة العربية السعودية، فقد كانت رسالته المتميزة لمرحلة الماجستير عبارة عن دراسة لعدد من النقوش المعروفة بالصفوية، والتي وجدت في شمال المملكة كما ذكرت سابقاً، والحق يقال إنها إحدى العلامات البارزة في نشاطه البحثي فقد أجاد الدكتور يوسف في قراءة تلك النصوص وتحليلها بشكل لافت للنظر، وكذا تعاونه مع علاَّمة الجزيرة حمد الجاسر الذي قدم لضيفنا ثلاثة نصوص صفوية من عرعر بالمملكة العربية السعودية، قام الدكتور يوسف بدراستها ونشرت مرتين: الأولى ضمن كتابه في شمال غرب الجزيرة والثانية في مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء كما أعاد علاّمتنا حمد الجاسر أيضاً نشرها في مجلة العرب..
أما العلامة البارزة الثانية في نشاطات ضيفنا العلمية فهي تميز ضيفنا الدكتور يوسف عبد الله عن غيره من علماء النقوش العرب؛ بكثرة مشاركاته في المؤتمرات والملتقيات العلمية المختلفة التي تعقد في نواحٍ متعددة من العالم، فيندر أن يعقد منتدى، أو مؤتمر، لا يكون فيه ضيفنا حاضراً أو مشاركاً مشاركةً فعليةً أو في النقاش. كما لا يخفى على الجميع أن الدكتور عضو في العديد من المجلات العلمية داخل اليمن وخارجه..
ونسأل الله تعالى العمر المديد لضيفنا وأن يعينه على تحقيق المزيد من الدراسات والأبحاث المتميزة، كما نسأله تعالى أن تكون أعماله في ميزان حسناته يوم القيامة. وأخيراً أقدم شكري وتقديري لسعادة الأستاذ الفاضل عبد المقصود خوجه الذي تكرّم واختار ضيفنا، وعالمنا، المتخصص في آثار الجزيرة العربية للتكريم. وهذا في واقع الأمر كما ذكر زملائي الآخرون تكريم لعلماء، ومؤرخي، وآثاريي، الجزيرة العربية بصفة عامة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 184 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج