تفاؤل وانبساط |
أخي محمد عمر |
أنا بخير على ما تعهدني.. ولقد كنت خليقاً بأن تعرف أن أهمية الجراك لي مقدمة على حوالة السيد.. ولكنها أنانيتك المثلى بعد أن صرت من المشاهير بالستة والأربعين.. سأنتظر على كل حال فما يسعني إلاّ هذا.. |
ليس من الغريب أن يلقى كتابك كل هذا الاهتمام في البلد.. ولا من الغريب أن يظل حديث المجتمع وقتاً طويلاً.. ولا أن تتركّز الأضواء عليك بسببهن إنما الغريب اعتقادي أنه انقلاب تقوم به حدود وعي جديدة للأدب والأدباء في المملكة.. وأخشى أن تظنني غير جاد في ما أقول.. |
كنت متوقعاً بأن تقول لي شيئاً عن وضعك وعما انتهيت إليه.. ولكني على كل حال استطعت أن أستنتج أنك في حالة تفاؤل وانبساط.. |
أما من ناحيتي فأنا على استعداد للسفر حال انقضاء عمل الطبيب لتثبيت حالة الاطمئنان على عدم احتمال حدوث المضاعفات المستوجبة للعملية.. وسيكون ذلك في الوقت الذي حدده من قبل كحد أدنى.. |
وبالله التوفيق وفي لطفه الرجاء إن شاء الله. |
وسأكون إن شاء الله في منتصف شعبان أو أثنائه بمكة.. لتنتهي حالة التهديد بفقدان عملي، المنطوية في هذه الإرهاصات المتوالية.. وفي أنني مضطر -كما كنت- لمواصلة العمل موظفاً. |
لقد كان من الواجب أن أكون بمكة لمراعاة مصلحة أسهمي بعدما انتهت إليه الشركة.. ولكن الطبيب متخوف من نتائج تسرعي بالسفر. |
كان الشيخ محمد سرور بعد موافقته على تمديد إجازتي يريد تصديق التقرير الطبي من السفارة وقال إنه أمر بأن يعاد إليَّ لذلك.. ولكنه لم يردني حتى الآن. فأرجو أن تتصل بالنقابة وتطلب إرساله إليّ مسجلاً إن كان قد أُحيل من معاليه إليها، أو بمعاليه إن كان لم يحل إليها، والغرض السرعة لأتمكن من إجراءات تصديقه.. |
إن التقرير من طبيب عسكري وهو عبد اللطيف جوهر القائمقام بالجيش المصري وهو لذلك مصرّ على أن يعاد إليه التقرير بالذات نفياً لاحتمالات التلاعب، أو تقيداً بالتقليد الرسمي.. العسكري.. |
والأمر -على ما ترى- في حاجة إلى همتك.. |
كان من الضروري -ولا يزال- أن أعرف المزيد عن حالة عزيز ووضعه لاطمئنان الكريمة.. فما لك نسيت واكتفيت بكلمة لا تعني شيئاً؟ |
يمكنك أن تتابع حركة أشواق زملائي في النقابة بما زوّدك الله به من الحكمة في علاج الأمور، وأن تلطف حدة تحرقهم إلى أخباري.. وأنت أقدر الناس على بث الطمأنينة في قلوبهم ونفوسهم إن شاء الله. |
أين زيدان في رسالتك؟.. لم يرد إلاّ اسمه فقط في معرض الكلام على غيره.. وهذا والله غريب منك، وأنت العارف بمكانته في نفسي. |
ما زال ياسين مختفياً.. ولم أره والله حتى اليوم رغم حرصي على أن أراه.. ولكنه مما أسمع عنه في خير تعدّى حدود.. النقنقة.. |
السّت تسلم عليكما.. والصغيرات أيضاً.. |
أظن أن في النية تعيين مندوب تجاري في السفارة.. أو سكرتير.. وقد يكون من المفيد أن تُذكِّر الشيخ إبراهيم وسمو الأمير عبد الله بحاجتي إلى هذا العمل وكفاءتي له وهو على سبيل الفرض الذي هو أول المؤهلات المؤثرة.. عند الاختيار.. وأرجو أن يسعك هذا والتوفيق على الله. |
وشكراً أيها الأخ وإلى اللقاء.. وتحياتي وأشواقي لزيدان وجميع الإخوان وحفظك الله. |
|
|