شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(47) ابنتي الحبيبة شيرين
رسالتك برهان جديد على أنك لم تبلغي سن الرشد بعد، وأخشى أن لا تبلغيه.. بمعنى أنك ستظلين متعلمة طوال حياتك..
وبرغم أني المسؤول الوحيد عن هذه الحماقة إذا كان الغباء مجرد حماقة ولا أكثر.. فهذا لا يعفيك من الاصطدام بانتقادي الذي يجيئك عادة في شكل نصائح أبوية لتفهمي بغبائك أني بريء من حماقة عدم الانتفاع بالتجربة..
إن أمامنا مبدأ (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) و.. (المسلم كيِّس فَطِنْ) وأرجو أن لا تقرئيها (كيس قطن).. أو صوف أو لباد كما يشاء التجديد والخروج عن سنّة الآباء والأمهات.
نعم يا سيدتي الصغيرة إن الإنسان الطبيعي أو (اليانورابل) هو الذي لا يكتم مشاعره ولا يضحك حين يجب أن يعبس ولا يقول أهلاً وسهلاً بلسانه ووجع في قلبه.. أو على عيني بكل سرور ثم يترك الشنطة بالمطار لتسمعي في اليوم التالي وبكل أسف وكسوف أنه نسيها!!
إن علينا يا حبيبتي أن نفرق بين الواقع والحقيقة.. فإن كليهما بالنسبة للآخر شيء مختلف، وبدقة أكثر.. إن واقع البشر من حيث هو ملموس وظاهر لا يعني الحقيقة دائماً.. ولذلك فليس لنا أن نعتمد عليهم في حمل أثقالنا بمجرد أن بيننا صلات وروابط..
ربما كان احتمال المشقات ضرورياً ومعقولاً في سبيل النفس ومطالبها ولكن احتمالها في سبيل الصديق أو القريب والبعيد فهو غير طبيعي، والذين يخالفون هذا المنطق العام ليسوا طبيعيين ولكنهم يمارسون (اليوجا)، ينامون على المسامير، يحملون على أنفسهم ما لا تطيق، فهم شيء (مصنوع)..
ماذا تفضلين أنت للرجل الصغير (ابنك هاني)، أن يكون طبيعياً أو (مصنوعاً)، وحذار أن تدركك الرحمة على مستقبله..
ربما تقولين الجمع بين الصفتين، خليطاً من السمن البلدي والسمن الهولندي.. والمزج بين الصدق والكذب.. لا يصنع شخصية مريضة ولا سليمة.
ألا يعجبك الإنسان الذي يحمل تفسيره على جبهته فلا يسبب لك دواراً من الجري وراء فهمه؟!
إن صديقي هذا الذي رفض أن يحمل هديتك لي إنسان طيب القلب جداً ومطبوع على النجدة والكرم والارتياح إلى فعل الخير والجميل، ولكنه لا يزيف مشاعره ولا يحمل نفسه على ما تكره لأجل الآخرين.
وبالاختصار.. لك أن تنامي على المسامير.. ولكن لا يدهشك أن لا يفعل الآخرون مثلك..
ولك أن تتوقعي من الآخرين أن يفعلوا مثلك ولكن ليس عليهم أن يحققوا آمالك فيهم..
حاولي دائماً أن تدعي للآخرين حريتهم في أن يكونوا طبيعيين فليس لهم جميعاً القدرة ولا الرغبة في ممارسة اليوجا وخصوصاً لمصلحة غيرهم مهما صغر قدر المساعدة التي تطلبينها من الناس والآخرين.. فإن الذي يحدّد ثقلها نظرتهم إليها لا نظرتك وهذا غير حساب الظروف والملابسات..
أتدركين الآن لماذا أنت حمقاء؟! أو كيس قطن؟!
إنها ليست تجربتك الأولى مع الناس، فإذا لم تنتفعي بالذي مضى ليس في قطع العلاقات بالآخرين.. ولكن في تقبل ما هو طبيعي تقبلاً طبيعياً أيضاً.. هل فهمت شيئاً؟! ولا أنا وحياتك..
قبلاتي لك وللآدمين الكبير والصغير!!
والدك
حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج