(3) إلى ابنتي الحبيبة شيرين |
الإنسان لا يسبح المسافات الطويلة إلا بالمران.. والوقت.. سيكون الوقت والصبر والتفاؤل دائماً من عوامل سعادتك.. عليك فقط أن لا تجعلي متاعبك سراً.. |
ماذا عن الرياضة ونط الحبل؟ لا تقولي أنك لا تجدين الوقت.. اقرئي دائماً واطلعي حتى تتوسّع مداركك.. ولستُ في حاجة لأن أقول المزيد عن فوائد ومزايا القراءة.. فأنت تعلمين كل شيء.. |
مرة رابعة تقرأ أختك ليلى خطابيك الآخرين.. ومرة أخرى أسلم نفسي لشعور مريع يغرق نفسي في أعمق حزن عنيف تعرضت لوطأته في حياتي.. |
لم أكن قط أتصور أياماً في حياتي تحرمني منك هذا الحرمان التام.. لقد أنساني هذا الحرمان كل ما كان من أصغر وأكبر حماقتك أيتها الحبيبة.. |
تقولين في خطابك: "ترى هل نسيتني يا بابا؟". |
كيف تتصورين أنني أنساك.. هل أنت بلهاء؟! |
ما زلت صغيرة ولا تدركين ما معنى كلمة أب. إن قلبي يا صغيرتي يتابع خطواتك وأنفاسك وخوالج قلبك يرفرف حولك.. سعيداً بما يحسه من فرحتك بالحياة.. شقياً تعساً بما يخشاه عليك حتى من حرارة الجو وبرده.. ومن قلق لحظة يعرضك له عارض عابر أو خيال بارق.. |
ستكونين دائماً بجانبي وملء قلبي وروحي.. |
تذكري دائماً أبوك الذي كان بجانبك وضحَّى بكل شيء من أجلك ومن أجل أخواتك وسأذكر لك دوماً وقوفك إلى جانبي يا أملي واعتزازي.. |
أود أن لا ينتهي حديثي إليك.. ولكن ألا يثقل عليك هذا؟ |
إلى متى تظلين هكذا مستسلمة للاستماع إلى كلام لا ينتهي؟! |
ليست هذه هي المشكلة فقط فإن أختك ليلى تكاد تنفجر من متابعة هذا السخف وهي تقول إنه ليس من العدل أن واحدة تتزوج والأخرى تنتحر بكتابة رسائل يومية إليها.. |
وتقول إنها سترفض الزواج إذا كانت ستتلقى وتكتب رسائل كالتي نتبادلها وهي تقول: يا ساتر دي حاجة تطهق!! |
أخواتك يقبّلنك جميعاً بشوق.. وفي انتظار كل شيء عن أخبارك وحياتك. |
دعيني الآن أقبِّلك وأضمك إلى صدري متمنياً لك السعادة والهناء في حياتك الزوجية الموفقة الناجحة بإذن الله.. |
إلى اللقاء يا حلمي البهيج ويا مصدر اعتزازي يا بنتي، يا كل شيء لي. |
|
|