شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(2) ابنتي الحبيبة شيرين
إننا جميعاً متألمون لفراقك.. ونشعر بأنك ما زلت بيننا، وهكذا الفراق دائماً.. مزيد من العذاب والألم.. وفي الواقع أني في غير حاجة إلى مزيد من هذا الألم.. فأنا أرى الأشياء تنهار وتتداعى وتذوب.. وتخلف آثاراً كالتي يخلفها الحريق..
كانت رسالتك بلا تاريخ.. ولم يكن فيها كل شيء..
أين أحلامك التي وعدت بأن تقصّيها عليّ.. أليست هناك أشياء أخرى مما ينبغي أن يقال؟.. أنا في شوق أن أسمع كل شيء عنك..
إن التعميد بين يديك، وكل ما أملكه تحت تصرفك.. لأنه لا شيء عندي أغلى منك.. ولأنك صغيرة وقليلة التجربة، فيجب أن تشعريني برغبتك في الإقدام على أي تصرف.. يجب أن تشتري سواراً ثميناً وساعة ممتازة، ولكن لا تختاري الأشياء المعقدة، فهي لا تلائم شخصيتك كما أنها لا تلائم الذوق الحديث..
رسائلك التي أنتظرها يجب أن تعطيني صورة كاملة لحياتك.. حرام أن لا أعرف عنك كل شيء.. لأستطيع أن أملأ شعوري بحرماني منك.. أيضاً أخواتك في غاية الشوق لسماع أي شيء عنك!!
كيف وجدت الحياة؟ وما هي المضايقات التي شعرت بها حتى الآن؟.. لا تقدمي تحت أي تأثير على تصرفات تخالف ما رسمته لحياتك.. كوني دائماً إعلاناً حسناً عني.. دعيني أعتز بك وأرفع رأسي.. أنت حياتي.. وكرامتي.. وكبريائي.. فكوني دائماً الابنة التي أردتها أن تكون.. كنتُ دائماً على استعداد للموت دفاعاً عنك وعن أخواتك.. فاحرصي على كرامتك وكبريائك أيتها الحبيبة الغالية، يا ابنتي الأولى.. يا أملي الكبير!..
كنتِ تقولين وأنت تبكين.. سأكون لك في بعدي خيراً مني في قربي.. ها أنت اليوم بعيدة عني.. ولكنك إلى جانبي وحولي وأمامي ترددين: بابا.. بابا..
.. إنني معك.. إنني هنا..
نعم أنت هنا ملء فكري.. وبصري.. ونفسي.. وشعوري.. وخيالي.. وملء أملي واعتزازي وكبريائي..
كان موقفك بالقنصلية أمام المسجل رائعاً ما زال الحديث عنه يسري سريان مَثَلٍ من أروع أمثلة البطولة..
رُوي لي أمس فقط من بضعة موظفين..
وقد رفعت رأسي اعتزازاً بك وقلت: (إنها ابنتي).. أوقّع ولا أقرأ.. أنا شيرين حمزة شحاتة.. مسكين المسجل.. كان يظن نفسه أمام بنت رجل آخر..
كانت هذه كلمة صديق لي..
أنا أيضاً يا شيرين أوقّع ولا أقرأ مثلك تماماً..
سيكون هذا موقفك أمام الناس والأيام. ستقولين لكل من يريد أن يقف ضدي: أنا شيرين حمزة شحاتة -أنا بجانبه دائماً..
إلى اللقاء يا حبيبتي يا أملي الكبير ويا حبي واعتزازي.
بابا/حمزة شحاتة

حمزة شحاتة في شرخ الصبا والشباب عام 1347هـ وكان عمره إذ ذاك 25 عاماً وفي يده كتاب ((دمعة وابتسامة)) لجبران، وتاريخ إهداء الصورة كما هو مبين أعلاها هو 20/4/1347هـ.

* * *

 
طباعة

تعليق

 القراءات :2082  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج