الليل يا حسناءُ منك وسيمُ |
والجودُ فيه لراحتيك نديمُ |
يكسوكِ رَبُّكِ من نَدَاهُ ونُبْلِهِ |
حُلَلاً بها غررُ الزَّمانِ تهيمُ |
يا دارةً تختالُ في عليائِها |
ويقودُها للمكرمات عظيمُ |
في كلِّ إِثنينٍ يحلُّ بأفقِها |
زُهْرٌ كَواكبُ تزدهي ونجومُ |
هذا فتى نجدٍ توسد حضنها |
من حولـه مهج الحضور تحومُ |
تُهدي إليه التهنئات نقية |
ما شَابَ عِفَّتَها قَذىً وكلومُ |
قالوا: الحقيلُ فقلت بلْ هو جَنَّةٌ |
شَهِدَتْ حقولٌ فضلَهُ وكرومُ |
* * * |
يا نجلَ مجمعةِ الفتونِ تحيَّةً |
يسرى بها نادي الجناح نسيم |
لك في سدير خيمةٌ قُبلاتُها |
الشِّيحُ والحنَّاءُ والقيصومُ |
أنا يا رفيقَ الحرفِ أعبُر عالماً |
العدلُ فيه الظالمُ المظلومُ |
أنَّى رحلتُ فكلُّ بابٍ موصدٌ |
فكأنَّني في أسرتي المشؤوم |
لم أدر ما طعمُ اللَّذَّاذةِ في الهوى |
إنَّ اللياليَ للفقير خصوم |
أنا ذلك الثرثارُ روضُ نَثِيرِهِ |
قفرٌ وحلوُ قريضِهِ زقُّوم |
لا مالُ يرقصُ في يدي أهديكَهُ |
لكنَّ ودِّي صادق وسَليمُ |
هذي تحيَّاتي حَمَلْنَ مشاعري |
يسعَى بها قلبٌ إليك حميمُ |
أنت الصَّدوقُ نصيحةً ومودةً |
وَلأَنْتَ إنْ عَزَّ الكرامُ كريمُ |
طُفْ بالعروسِ فحبُّها عَبْرَ المدى |
بين الحشَاشَةِ والضُّلُوع مقيمُ |
أشذاؤها عطريةٌ، نَسَماتُها |
فيها سلوٌ يانِعٌ ونعيم |
واقصصْ على أهليكَ من أخبارها |
ما شئتَ إنَّك بالحجازِ عليمُ |
أرضٌ تضوعُ مروءةً وشهامةً |
أمٌّ لكل المنجزات رؤوم |
نجثو نُقبِّلُها هَوىً وصبابةً |
ونغوصُ في أضوائها ونعومُ |
* * * |
يا سيِّدي قل للذين تثاءبوا |
النَّومُ في حِجرِ الضَّياعِ ذميمُ |
والصمتُ جرحٌ في الضمائر غائرٌ |
والأمنياتُ مصائدٌ وسمومُ |
إن الذي لم تقرؤوه محرَّراً |
في قبضتي صورٌ لـهُ ورسومُ |
طفلٌ أتى الدنيا يجرُّ همومَها |
رِكَبَ المنايا والطريقُ جهومُ |
ما زال يرضعُ أصبعيه من الطَّوى |
ويصارع الأحداث وهو يتيمُ |
في يومِ مولدِهِ تنمَّرَ عصرُهُ |
واستُنْفِرتْ غُصَصٌ لـه وهمومُ |
قتلت أباهُ وأمَّهُ وتجاهلَتْ |
منْ لا يبارِكُ ظلمَها ويلومُ |
وتساءلَ المولود عن جدٍّ لـه |
تاريخ أُمَّتِهِ به موسومُ |
هو شاملُ الشيشان جامعُ شملها |
وهو الزعيم وما سواه زعيمُ |
عجز القياصرة الاُلى ائتمروا به |
فالنصر خلف ركابه مأمومُ |
أحفاده حملوا المشاعلَ حُرَّةً |
ومشوا وحملُ التضحيات جسيمُ |
حزموا الحقائبَ للرحيل فما لَهُمْ |
من مطلبٍ إلا الردى المحتومُ |
لا خيَر في أُمَمٍ إذا لم تَحْمِها |
هممٌ تصونُ كفِاحَها وعُزُومُ |
* * * |
يا سادتي إنا لفي زمنٍ بهِ |
سيف العدالةِ في الخطوب نؤوم |
ما ردَّ كيدَ المعتدين لأنَّهُ |
صدىءٌ وحَدُّ شَبَاتِهِ مثلُومُ |
وغزا الشقاق قلوبنا فاحتلَّها |
والخلفُ داءٌ في الحياةِ وخيمُ |
وتقيَّحت كلماتُنا فإذا بِنَا |
عن كلِّ أسباب الكلام نصومُ |
فالنثرُ أسرفَ فـي المجُـوُنِ ومَـا ارعـوى |
والشعر من عِلَلِ الحروفِ سقيمُ |
عذراً إذا لم يَسْمُ بي في ليلتي |
شعرٌ هو الهذيانُ والتهويمُ |
فلقد عجبـتُ لِمَـنْ يزاحِمُ كـيْ يُـرى |
في ساحة الشعراء وهو عقيمُ |
لا شعر يُحْسِنُهُ ولا نثرٌ وفي |
كلتا يديه طلاسمٌ ورجومُ |