شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقدِّم.. وسيط بين الشاعر وقرائه
والمقدم -وهو هنا أنا إذا كان القارئ لا يعلم- وسيط بين الشاعر وقرائه فأول ما ينبغي أن يتصف به أمانة الوسطاء في دفع أسباب الخداع والتضليل ووضوح البراءة منها.. ويشهد القارئ الجاد أني فعلتها بما قلت، وإن كنت لم أفتح الباب على مصراعيه؛ اعتماداً على فطنة الناس، وزكانتهم.
ولقائل أن يقول: ولكن الناس يعرفون، أو هذا هو المفروض فيهم؛ فما ضرورة تنبيههم إلى المساوئ أو يجهلون؟ فما حكمة أن تفتح عيونهم على ما يسوء ويغثي!؟
والرد على هذا يتلخص في أن الإنسان -الطبيعي- إنما يستهدف حتى من تحمَّل الخير الخالص؛ نفعاً لنفسه، ولو جاء هذا النفع من باب اللذة والارتياح. وإذاً فليس أقلّ لمن يقدم مجموعة من الشعر كهذه؛ من أن يدفع التهمة عن رأيه وفطنته وبصره، وإلا كان قارع جرس، أو حامل طبلة، أو سمساراً. وما أحسب أن الجامع يبطن الرضا لي بهذه المنزلة، وعلى أعين القراء وأسماعهم، وفي هذا المقام الذي لم يحملني على التعرض لأذاه المؤكد، إلا هو ومن استعان بهم عليّ.
نعم.. إنه لكذلك، وإلا كان شر ما في الدنيا صداقة جامعي الشعر، وحاشدي الشعراء.
أو هبني بائع دابة سليمة! فما يكون اشتراطي العيب فيه تفادياً لاحتمالات السوء الممكنة، وأخذاً بخطة الحزم في سد باب الذرائع؟ فهذا ما آثرته لنفسي على بينة.
وما زلت أرى أن الناس ينالون بالحظ أضعاف ما ينالون بجد المساعي.. حتى في دنيا الأدب والشعر والتقديم..
كلا والله؛ وما يعييني الرضا بالميسور؛ إن كان هو كل ما يتأتى لمثلي على وعورة الجهاد، ووعثاء الإمعان في السعي، وكمال العدة على أقوم الوجوه وأسدّها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.