شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما هي مقوّمات المعنى
وباعث الغناء يقر في نفس كل إنسان تقريباً.. فكل إنسان يغني لنفسه بكلام ذي معنى؛ يصنعه، ويستعيره، أو يدندن بشيء يقل أو ينعدم نصيب المعنى، وأثره فيه.
وما في ذلك ضير، ولا به غرابة؛ فهو طبيعي بل ضروري في كثير من الأحوال. فلو سأل سائل: لماذا يغني الإنسان لنفسه؟! لما كان هذا السؤال إنكاراً أو اعتراضاً، وإنما يكون تقصياً للأسباب والبواعث والعلل.
أما إذا سأل: لماذا يغني الإنسان للناس؟! فإن السؤال هنا يشمل الإنكار أو احتماله، ويشمل مسوغات الإقرار لفتح بابها أو قفله قبولاً أو رفضاً.
والإنسان إذا غنّى للناس -احترافاً أو هواية- كان أول واجباته وأخلقها بالالتزام والرعاية من جانبه ألا يقول شيئاً يفهم على أنه من أبواب الكلام.. بل شيئاً يستجاب ويطرب ويحرك الإقبال من باب حسن التصويت، ورخامة التنغيم، وقوة الاستجابة للمشاعر أولاً؛ فهذه الصفات تنزل منزلة الأسلوب، واتساق العرض، وجماله، وتأثيره في بسط النفس واجتذابها إلى ما تحتها أو وراءها من غرض هذا المعنى الماثل في المقطوعة المغناة، أو القول المردّد.
وقد يفتقد في المغني؛ حسن الصوت، ولطافته؛ فيستعيض السامع من ذلك؛ بقوة النبر، أو امتداد النفس، أو عمق الترجيع أو المقدرة على الضبط، والتوازن، أو سعة الحيلة في التصرف.. فهذا تحريك للإقبال والتأثر والانفعال في السامع بلون أو أكثر من ألوان القدرة والحذق يعوضه عن فقدان مطلبه الأساسي من المغني.
فإذا حرم المغني من ذلك كله، ولم تبق له إلا قوة المعنى، وجماله وبراعته في بناء المقطوعة؛ لم يعد أن يكون مردداً، أو مرتلاً، أو منشداً..
وهذا على أي حال غير مطلب الغناء، والتطريب، وغير ما يستحق به رافع عقيرته.. اسم المغني، أو المطرب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج