شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشِّعر صناعة فنية مثالية رفيعة
الحجر مادة البناء الأولى..
فالإنسان يقيم به المأوى المقصود فيه الغرض إلى سد الضرورة والحاجة منه.
والبناء يصنع به منزلاً متكامل الصورة في النفع، والتناسق، والوثاق على نحو أوسع؛ استيعاباً للمطالب المتطورة.
والنحات يصنع منه التماثيل، والزخارف، وفاتن الأشكال.. لا يضع فيها دقة الصناعة، وجمالها، والنفع.. بل المعنى، والفكرة، ورمز الفن وتعبيره.. وأثرها في الخيال..
فصناعة النحت أتاحت للحجر تعبيراً أرقى من تعبيره في المأوى الخاص وفي المنزل الكامل.
والكلام هو وسيلة التعبير عن أغراضنا، وأداة تشكيلها، وتصويرها فهو -بهذا- مادة البناء الأولى في مطالب النفس، والفكر.
يصنع به المتحدث صور أغراضه ومراميه وشعوره.
ويصنع به الخطيب والكاتب؛ وسيلة التأثير والاستفزاز، والاستهواء وترسيخ الغرض، وتوكيد المطلب، وعرض الفكرة، والدعوة إليها.
ويصنع به الشاعر كل ذلك أو بعضه في صور أعمق فنية، وأوضح مثالية وأفصح جمالاً، وأروع فتنة.
والناس لا يطلبون في المأوى الخاص ما لا يحققه إلا المنزل المتكامل، ولا في المنزل المتكامل -من حيث توسع أغراض الصناعة والارتفاق- ما يطلبونه في صناعة النحت التي تستهدف التعبير الفني عن الفكرة؛ فهم أيضاً لا يلتمسون في الخطيب ما يلتمسونه عند الكاتب، ولا عند الكاتب ما يلتمسونه عند الشاعر.
فالشاعر إذاً؛ صاحب صناعة فنية، مثالية، رفيعة؛ تتصرف بمادة البناء الأولى؛ في أبنيتها، وصورها؛ تصرفاً يتيح لها تعبيراً أغنى وأروع وأحفل بالفكرة، والإشارة، والرمز، والمعنى، والمضمون... أو تصرفاً أوسع مدى من تصرف المتحدث، والخطيب، والكاتب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :808  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج