شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(1) حنفشعيات
"هذه الكلمة منحوتة من كلمتي: حنفي وشافعي وتقال لمن يخلط المتناقضات، وهي ليست من وضعنا ولكنها مما أجراه الارتجال على لسان امرأة من بنات حواء".
هول الليل (1)
أهوال الليل معروفة، وقديماً كان الليل حرباً على الإنسان الأول، وكم دارت فيه معارك دامية كان الإنسان ضحيتها الباردة.
والخوف من الليل قديم، تعترف به الأعصاب ويعترف به الدم إن أنكره العقل.
ولكن هول الليل الذي يدور عليه حديثنا اليوم حي من جملة الأحياء يمشي ويؤذي وهو كثير الحركة، قدير على الانتقال والتشكل، ولكنه صامت كالليل مظلم مثله، ولا يظهر إلا فيه.
وبيني وبين "هول الليل" مشابه؛ فأنا طويل مثله، وفي طباعي جفوة ووعورة تصرف الناس عن الاطمئنان إلى عشرتي، فأنا وحيد مظلم النفس، انطوى منها على ما يشبه القبر العميق المهدم، وفيّ ميل إلى الصمت، الصمت الطويل، ولو اخترت لكنت أبكم، وكل ما يهمني أن أسمع وأرى، وفيَّ ميل إلى الأذى ككل الناس ولكني أمقت الشر وأعافه، وأذاي من نوع الفكاهة والسخر.
والناس يكرهون من الأشياء أحياناً ما لا يسبب لهم ضرراً، النقد والمجاهرة بالحقائق، وليس في شيء من هذا ما يضرهم، أو يؤخر مساعيهم في الحياة.
وأنا حزين منقبض الصدر أحس دائماً بأني غريب في الحياة، أو عابر سبيل أو متفرج حيل بينه وبين ما يدور تحت أنفه من الحوادث، ويستفزني المزاح المرح أحياناً فأسخر بالحياة، واستجبت لبواعث السرور لحظات. وهذه اللحظات نادرة في حياتي الآن، وبالرغم من أني لا أزال غض الأهاب.
وهكذا هول الليل الذي يروي الناس عنه من الحوادث المتسلسلة المتشابهة ما لا يمكن رفضه أو إنكاره.
وهول الليل لا ينزل إلى أذى الصغار إنما يعمد إلى الأقوياء فيخيفهم وهو كثير الإعجاب بمن لا يخافونه.. وبمن يسايرونه وينظرون إليه نظرتهم إلى شيء معقول.
وأرجو ألا أعدم من الناس طائفة تنظر إليّ هذه النظرة.
التوقيع
هول الليل (2)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1027  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج