شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حاجتنا إلى التعارف (1)
... ونظرت بطرف خفي إلى أدبنا الحالي الحديث وما وصل إليه بعد تطورات كما هي سنّة الوجود دوماً ستكون النتيجة في المستقبل المهول المحجوب بستار كثيف وإلى أين يتجه وما هي أهم الأسباب والوسائل في تحسينه فأخذت أفكر هنيهة من الزمن كيف يا ترى يكون عندنا أدب صحيح راقٍ ذو أهمية في حياتنا الاجتماعية ونصبح نكتب ونعرف كيف نكتب وكيف نجاري الأمم في الأدب ونقاسمهم إياه ماذا كان الجواب؟ سيتحقق ذلك إن شاء الله تعالى ولكن على ركنين أساسيين إذا توفرا في الأدب واشتدت عراه وتماسكت أوصاله واكتسح كل ما يعتوره من فتور واضمحلال. أولاً: يجب أن تكون الكتابة منقحة من العبارات الركيكة والجمل المتكلفة. والتراكيب المتفككة والأساليب البالية. ثانياً: التعارف الشخصي بين أفراد هذه الكتلة المحترمة وهو ما أدعو كل محب للأدب وهو بيت القصيد ذلك هو الركن الأكبر في تأسيس النهضة الأدبية، فنحن الآن قمنا نستطلع الحياة الحلوة في هذا العهد المزدهر عهد الرقي والحضارة، عهد (صاحب الجلالة عبد العزيز عبد الرحمن السعود) فيجب والحالة هذه أيتها الرابطة أن نتعارف ببعضنا وننتهز أي فرصة سنح بها الزمن البخيل وتكون أواصر المودة معقودة العرى لا تعمل فيها يد الأغراض النفسية ولا تصوّب سهام الأفكار الشاذة. فمن التعارف نجني ثمرات عظيمة، منها أن نضع المسألة على مشرحة التحليل ونسلط عليها أشعة الأفكار الناضجة القوية لتلفظ الغث وتبقي السمين النافع فإذا تضافرت الآراء وازدحمت عند مدخل التفاهم وتمشت مع التفكير العميق والذوق السليم تخرج حينئذ للأمة أدباً سائغاً للشارب المتطلع للحياة وينجم عن ذلك متانة في الأدب وقراءة لصفحة الغد المسجّى برداء الغيب. أما نحن الآن (اللَّهم إلاّ اليسير) لم تكن بيننا رابطة أدبية جسمانية نكون منها جسماً واحداً نقف به أمام سطوة الجهل والجمود المركّب وتوفي للإنسانية المعذبة والأدب حقهما فنتساءل ببرودة (هذه مقالات مين) (مين هذا الشاعر) ولا نعرف روح الشاعر فينا والكاتب والذي حدا بي للكتابة اليوم ما أراه من التنابذ المتفشي فينا نحن هذه الأسرة الجليلة والتباعد المتولد بين الكاتب وزميله لأسباب تكاد تكون تافهة في عين الحقيقة. على أني أقول إن كل كاتب يجب أن ينافح ويكافح عن رأيه إن كان حقاً حتى لا يرتطم بالمغالطة المحضة. وذلك الكفاح لا يتولد منه توتير العلاقات الودية بين الكاتب ونظيره. وحسبي أن أنعم النظر إلى مصر. والعراق. وسوريا. فأجد أن الآراء مهما تباينت بين الكاتب وزميله أو الشاعر والكاتب كالكفاح الذي صار بين الشاعر الخوري والأستاذ الريحاني وإن ذلك الخلاف لن يكون عاملاً في تحطيم الود العزيزي بينهما ما داما يسعيان بجد خدمة للأدب العربي ورفعه إلى المستوى اللائق به بين الأمم. أما إن كان هم الكاتب أو الشاعر الظهور والرياء والسمعة. أو أن يقال: ذاك الكاتب، فهذا هو المعول الحاد الذي يضرب الأدب على أم رأسه فيسقط هامداً لا حراك به وكأني بسائل يقول: قال علماء النفس إن النفس تود بطبيعتها الظهور والتفاخر. نعم.؟ -ولكن ليس من مصلحة المجتمع أن يلقى حبل النفس على غاربها وتترك وشأنها لتشبع نهمها لا، بل لا بد من كبت العواطف التي لا تتناسب ومصلحتها وأن نفساً لا تتمشى شهواتها مع نفع الأمة لهي النفس التي قال الله تعالى فيها إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (يوسف: 53) على أني إذا قلت بكبح جماحها ومنعها من إشباع شهواتها فليس معناه عدم الكتابة والعمل وإنما هو معناه العمل لكن غير الظهور والتفاخر حتى يكون قد ساهم في هذا الواجب الملقى على عاتقه والذي يكاد هو الأمر الحيوي المهم للأمة المتحفِّزة، مهدت بما تقدم لما أريد أن أقوله الآن إذ إنه ليس من الحيف أن نرى ونسمع ما كان بين أديبينا (العواد -الأنصاري) وهما في الحقيقة قادة الأدب في الحجاز إن لم أكن مغالٍ في القول ونقف أمامهما مكتوفي الأيدي لا نسعى لإهداء العواطف وإسكان النفوس الجبارة، على أني أقول إن النقد الصحيح كما يفهمه الجميع لا يستلزم البغضاء والشحناء والتحامل الغير اللائق (على وجه العموم) ويجب كما أعرف أن ينتقد الناقد كتابه المنقود على قدر مشربه من الأدب وأن يعطي كل ذي حق حقه نائياً عن الحقد وانتقاد الشخصيات الصحيح نتيجة النقد الصحيح فنحن الآن في حاجة شديدة إلى التآزر والوئام. هذا وقد قرأت مرة لأديبنا المحترم المتألم مقالة قيمة في صوت الحجاز الأغر يطلب منتديات أدبية وغرف للمطالعة فتمثل لأديبنا الجواب:
ونار لو نفخت بها أضاءت
ولكن ضاع نفخك في الرماد
على أنه إن لم يتحصل ذلك فالتعارف الشخصي بيننا نفسه هو يولد تلك المنتديات والغرف ويحقق رغبة أديبنا الفاضل ولكن ليت شعري هل تترك كلمتي في النفوس الحية الوثابة وتنعش روح الأمل في صدور الغيارى أو تذهب (كصرخة في واد) ولكني لم أزل ولا أزال في مقدمة الدعاة إلى التعارف وتحقيق هذه الأمنية التي ستصبح بعد اليوم (أو غد) هدف الناهض وأمل الجميع.
كويتب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :549  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.