فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الزواج (1) لا زلنا متمسكين بالعادات غير المفيدة بالرغم من حوادث الأيام كالأزمة وظهور الحقائق جلياً. فلم نزدد إلاّ ثباتاً على المبدأ القديم -بلا فخر. في مثل هذه الأشهر من كل عام تقام الأفراح والليالي الملاح (يا سيدي) في أرجاء البلدة فتشيد دعائم الأسرة الجديدة على الحياة الزوجية الهنيئة -عقبال عندكم-. أما التكاليف والنفقات فتتساوى تقريباً بين الغني والفقير (الله يكون في عونه) وأوسطهما. والمفهوم طبعاً أن تكون معدات الزواج من استقبال وأطعمة على الوجه الصحيح وإنما هناك اختلاف في القلة والكثرة. والويل للمقصّر والساهي من الألسنة اللاسعة فهي كالبرق تنقل الأخبار بحذافيرها -أعوذ بالله. وأما النقد فلن يسلم منه أحد كما هو المعتاد. فلا بد من غلطة في الصنيع (العشاء يوم النصة) أو الصبحة (ثاني يوم الدخلة). ومما يدهش حقاً الانتقاد في الكماليات كالسلطة إن لم تكن موافقة للأطعمة المقدمة والمصابيح إذا لم تضىء ملحقات الدار ومن هذا الشيء الكثير. وأخيراً بعد (الطفش) يتم الارتباط الزوجي بعد صرف ما في اليد (والغرق) في الدين؟ كنت مسروراً حينما ناولني العمدة ورقة إحصاء النفوس وقرأت ما فيها بخجل أعزب أم متزوج -تناولت القلم (البوص) وملئت الفراغ بالخط العريض. أعزب. وبعده أصابتني رعشة كهربائية كأن السالب والموجب التقيا (يا حفيظ). وتعمقت كثيراً في دراسة الموضوع من جميع نواحيه مدة غير يسيرة، وبينما أنا غارق في أحلام الزوجية القادمة إذا -بزبون يناديني باسمي (حاف) فنزلت مسرعاً نحو الباب فإذا أنا أمام صبي صاحب البيت فبادرني قائلاً (عمي يسلم عليك يقولك الميعاد فات) فقلت له بلا تردد لأن الجملة حاضرة ومحفوظة (قول لعمك.. يسلم عليك وهو مريض وإن شاء الله إذا تيسرت يجيك بنفسه) فلم انته من المحاورة المفرحة حتى فوجئت بصوت جهوري يخترق طبلة الأذن السلام عليكم كيف حالكم أنت فين فإذا بصديقي الذي استدنت منه مبلغاً منذ أسبوع ووعدته بالسداد في أقرب فرصة فرددت عليه السلام بكل أدب واحترام وسار في طريقه وكان قد سبقه الصبي إلى حيث... الخ. في دقائق معدودة تيقنت بأن التفكير في الزواج لم يحن ما دام حضرات الزبائن أحياء. ويا حبذا لو أن لجنة إحصاء النفوس أخرجت قائمة بالعزاب ونظرت في أسباب امتناعهم عن التأهُّل وسألتهم فرداً فرداً فالمتيسِّر يرغم على الزواج (بلطف) والفقير ينظر في أمره فإما أن يساعدوا ما أن تسهل له الأسباب بجعل نظام خاص بالعزاب مملوء بمواد أساسية ذات تأثير فعّال مع مراقبة تنفيذه والسير بمقتضاه. فلربما الجيل القادم يكون أوفر منا نشاطاً وأكفأ علماً وعملاً. ولا يفوتكم بأني عازب (فاحسبوا حسابي). أبو عرب   [1] المصدر: صوت الحجاز العدد (32) بتاريخ 15/7/1351هـ.
طباعة تعليق  القراءات :717  التعليقات :0
صفحة 13 من 71

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج