شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأزمة (1)
(الأزمة): كلمة لا محل لها إلاّ في الجيب، وقد اختلف علماء اللغة في وضعية هذه الكلمة وأخيراً اتفقوا بعد جهد وعناء وقرروا أنها حال (وسبحان مغير الأحوال) ومن محاسن هذه الكلمة ولباقتها أن الناس يرددونها بين الفينة والأخرى، ويتبادلونها كما يتبادلون التهنئة في العيد. والظاهر أن الجميع وخصوصاً الفقير يشكو الأزمة. حتى الغني في أحاديثه يبدي لك ما يتألمه من المشقة في الحصول على (مصرفه اليومي). والحقيقة أنه (يفر) منك ومني بسياسة حكيمة حتى (لا نستدينه) ولكن من الواجب أن نخطو خطوتين إلى الأمام وإلى الوراء إن أمكن، وننضم لصفوف الأغنياء (معذرة أيها السادة) لننظر إلى الواقع بمنظارهم القوي، ولنفرض أنا رأينا أحد هؤلاء الأفاضل (يقر) بغناه؛ ألا نعترف بأن (المطالبة) ترهقه وأنه بعد أن (كان وكان) أصبح من جماعة (كان ياما كان) وهذا من مصلحته أن يخشاه ويتحاشاه.
إذن كيف يمكننا أن نحكم بين الطرفين: الغني (ولا مؤاخذة) والفقير الضعيف وتحل هذه المعضلة المالية الاجتماعية بعدل وإنصاف؟! هنا ابتدأ التصريح برأيي الخاص وعسى أن لا يهزأ به من ملأ صندوقه وأقفله وجلس يترنم بلحن:
(يا صفا الأزمان
كنت لي وحدي)
ومن رأيي أن يقرر المثري جزءاً من إيراده السنوي ينفقه لمساعدة من يعرفهم من الفقراء الذين أناخ الدهر عليهم بأموالهم ومصائبه، ويعتبرها كحسنة، وجزءاً آخر لإدانة من تنقصهم المساعدة للقيام بعملهم حتى يمكنهم أن يقتاتوا بأنفسهم.
اذكروا أيها الناس قوله تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (الزلزلة: 7-8).
مكة: أبو عرب (2)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1014  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.