شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصّة الشَّيخ والوَحل
طرقتُ -فما أذِنَتْ- بابَها
ولمَّت على العَهدِ جِلبابَها
فدُرْتُ برأسيَ عَبرَ الفضاءِ
أذكّرُ نفسِي بما رابها
وقال أبو واصلٍ: إنَّها
مراسيلُ، تعرب ركّابَها
ودانت له مصعباتُ الكلام
فأنسَى الجماعةَ نُدّابَها
وأثخَنَ في مخطئي دَربِه
إلى "قصّة" كان بَوّابها
وأيقنتُ أنّ حياءَ الكريم
رذيلتُه، عند مَن عابَها
وما صحَّ عند أبي واصل
خلا رحلةٍ في الدجى جابَها
فصار بها من ليوثِ الشَّرى
وزاد، فنازعها غابَها
ولم يجهلِ الشّيخُ أسبابَها
فهل يعرِفُ الشيخُ إعرابَها؟
أما خاضها بعدُ في درعه
فعاد يكابر أوصابَها؟
وفي ذيله قطعةٌ لم تَعُد
فهل علِم الناسُ ما نابَها؟
قد انتزعَتْها يدا ناشئٍ
غريرٍ، فرجَّل هَدَّابَها
وهيّأ منها له، لحيةً
تُطاوِلُ في المَعْزِ أترابَها
وألصقَها بأبي واصل
حصانا تطارد، طلاّبَها
فما ظفرتْ بالذي ناوشَت
ولا لحقتْ بالذي هابها
وظلّتْ تقود أبا واصل
إلى وِجهة أخطأت قابَها
* * *
ألا يا أبا واصلٍ إنّها
مشاربُ تقتل شُرَّابها
وإنّ الفضائلَ ليست طِلىً
تُعاطيكَ دنياكَ أكوابَها
ولكنّها قِممٌ ما سَمَت
ليبلغَ جُهدُك، محرابَها
فأنتَ لحاناتِك الرَّاوياتِ
تَفيءُ، وتَلثُم أعتابَها
فتَجزيكَ عبئاً على أخدَعَيْك
مآثمُ، تشرب أنخابَها
وما أنتَ فيها، ولا أنتَ منها
سوى حَوْبَة خاب من حابَها (1)
وقد أخلفَتْك حقولُ المنى
فكيف تَوقّيكَ أجدابَها؟
حِسانُ المعالي، أبا واصل،
شُكولٌ، تماثِلُ أضرابَها
وتُضرِبُ عن شبُهات الهوى
ولو أنكرَ الناسُ إضرابَها
ولو سَفِهَ المالُ والأغنياءُ
وفلسفةُ الشيخ أترابَها
وأنّ العفافَ وطهرَ النفوس
فضائلُ تُضنِيكَ أربابها
وتعرفُ في الفقر.. في كِبره
وإنكارِه الإثمِِ -خطّابَها
بلى، إنّها يا أبا واصل
مصاعيبُ تُرهِب أقتابَها
وأنّ الحياةَ التي أخطأتْكَ
وأخطأتَها، سمَّرت بابَها
زحفتَ إليها، على ركبتيك
وأعدَدتَ للقوس نُشّابَها
فها أنتَ في وحلها. حيّةُ
على جسمها سلَّطتْ نابَها
خسرتَ الشَّيوخة، بعد الشباب
وكم خزيةٍ كنت كسّابَها
* * *
دواعي الهوى، يا دواعي الهوى
جَفَوْنا، ولم نألُ، أصحابَها
أيرقصُ شيخُكِ بين الظباء
نديماً، يعاقرُ أسرابَها؟
ويُسرِجُ فروتَه للصّغار
ليغسِلَ بالمال ما شابَها
نخَيَّرَ غايتَه، وانتهى
إليها، فكحَّل أهدابَها
وقدَّمها هِبةً تُشتَهى
وأثقلَ بالخير.. أوطابَها
وما الخيرُ عند أبي واصل
سوى نعجةٍ.. كان حَلاّبَها
ففاءتْ إليه، وقد أنجبتْ
فقاسمها الشّيخُ إنجابَها
* * *
هَلاَ بقفاكَ أبا واصل
لدنيا، تُواكِبُ أقطابَها
ومرحَى لأيامك الباقياتِ
تَهزُّ المَواطِرُ ميزابَها
ذممتَ لماضيكِ إيجازَها
فها أنتَ تحمَدُ إطنابَها
* * *
عرفْنا بطونَ الهوى والحرام
فما نُنكِرُ، الغدَ، إخصابَها
وأعراقُها فيك أعرافُها
ذيولٌ توشّح أنسابَها
وتسري بها في تخوم (البلاد)
نواصبَ، تكفر أنصابَها
* * *
ألا عاش فينا أبو واصل
حياة ذوي الفضل أو شابَها
يعاطي العشيرةَ أيامَها
ويروي المضاربَ آدابَها؟
ويكشف للنّجم عن إبطِه
إذا نافر النجمَ، أو نابَها؟
فيُخلي الهواءُ له دربَه
وتَحني الشوامخُ أصلابَها؟
فيَمضي لِطيّته راشداً
جهيرَ العقيرة، خلاّبَها
يقود الطبيعةَ من ذيلها
قويَّ العزيمة، غلاّبَها
فما قادها في غبار الزمان
غنيٌّ، تحسَّسَ أبوابَها
كما كان في فقره حيث كان
يدافعُ عن ذقنه، عابَها
ولكنّه زمنٌ كافرٌ
يراجع في توبةٍ تابَها
* * *
هَيّا مُلهياتِ الغِنَى والشّراب
حَسِبْنَ المعاركَ أسلابَها
إذا هَزَء المجدُ بالأدعياء
وأنكرَتِ الأرضُ أوشابَها
وقامت على مشهدِ الضاحكين
بطونٌ تغامِزُ أعقابَها
ألِكْنَ أبا واصل مَربِطاً
يَقيه الحياةَ وآرابَها
فما كان مذهبُه يومَ راح
إلى بُغيةٍ لَمَّ أسبابَها
ولم تكُ أوبتُه حينَ آبَ
سوى خيبةٍ عاقرٍ خابَها
على أنّها خطوةٌ في الظّلام
أدارت، على اللصّ، أثوابَها
فإنْ سَتَرَ اللّيلُ آثارَها
فقد فضحَ الصّبحُ، جلاّبَها
ويا ليتَها لَطُفَتْ في العِقاب
بِلحيتِه.. والذي انتابَها
وحسْبُك مزرأةً في اللّحى
ذقونٌ تُسوّدُ أذنابَها
وأنّ رؤوساً أدلَّت بها
تَدوسُ -لتشبعَ- ألبابَها
* * *
نعم، إنّها وثَباتُ الهوانِ
تَشَمُّ، فتعرفُ، وثّابَها
فيا قصةَ الوحل أين الختامُ
بديلٌ لمن جُرِّعوا صابَها
أليس سوى أنّ تلك اللّحى
تعيشُ لتعرضَ ألعابَها؟
أسى العقلِ في رَوْحَةٍ راحَها
أسى العقل في أوبَةٍ آبها
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :550  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 167 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج