| (أقِلِّي اللَّوْم عاذلَ والعِتابا |
| وقُولي إنْ أصبتُ: لقد أصابا)
(1)
|
| فحَسْبِي منكِ مَعْيَرةٌ وذمٌّ |
| فإنَّ لكلِّ ذي أجلٍ كتابا |
| وكَوْني لستُ أوَّلَ مستقيل |
| تَنَطَّعَ في وظيفتِه فخابا |
| دليلٌ أنّ للأرزاقِ عُمْراً |
| وأنَّ لكلّ مرتحِل مآبا |
| وأنّ لطاعة الرؤساءِ سِحراً |
| يُبَلّغُ مَن يُطيفُ به السَّحابا |
| وما أخطأتُ إذْ ألزَمتُ نفسي |
| كرامَتَها، وآثرتُ الصَّوابا |
| فإنَّ الحقَّ أجدرُ باتِّباع |
| ولو كانت عواقبُه هُبابا |
| وما حُمِدَتْ لصاحِبها المخازي |
| فأسلُكَها إلى الغايات بابا |
| وإنَّ الفقرَ خيرٌ من ثَراءٍ |
| يكونُ مصيرُ صاحبه عَذابا |
| ولكنَّ الغَوايةَ قد تَفَشَّت |
| فقامَرَ كلُّ مقتَرِف ورابى
(2)
|
| وجاهرَ بالمفاسد كلُّ نَذْلٍ |
| وخاضَ إلى منابِعها العُبابا |
| وأصبحَتِ الوظائفُ كِيميَاءً |
| تُبَدِّل عَدْسَ عارِفها "كَبَابا" |