مِن ذاكِرِ العهدِ، إلى ذاكِرِ |
تحيَّةَ الشَّاعر. للشَّاعرِ |
فيها الهوى الماضي بآثاره |
مكتومِها! المطوِيِّ، والظَّاهرِ |
والودُّ، والصَّديقُ، وذِكرى المُنى |
في يومنا، أو أمسِنا الغابرِ |
والفجرُ قَيدَ اثنَينِ ضاقا به |
صبراً بنفسِ العاجز القادرِ |
والعقلُ مغلوباً على أمره |
مرتطِماً بالواقع القاهرِ |
والقلبُ مسلوباً عُلالاته |
من سالبٍ قاسٍ، ومن زاجرِ |
والعيشُ حرباً شَنَّها دارعٌ |
مستكمِلٌ، خَتلاً، على حاسرِ |
تحيَّة المُدلِجِ مَلَّ السُّرى |
وناءَ تحت الفَلَك الدائرِ |
ظمآنَ، والرِّيُّ مُباحٌ له |
يُجيل فيه نَظرةَ النَّاكرِ |
طاوٍ على وَفرة مَطعومه |
تَحفِزُه إعراضَةُ السَّاخرِ |
تحيَّةَ الباكي على ما مضى |
والهازِئِ الكافرِ بالحاضرِ |
تَؤُودُه أعباءُ إحساسه |
بِما يَرى في كونه السَّادرِ |
من صُوَر العيش وأسرارِه |
أعيَت على القائف، والزَّاجرِ |
مكرورةً في أبَدٍ آبِدٍ |
مَطويةً في لجُّه الزَّاخرِ |
من أين؟ لا تدري، وحتى متى؟ |
وأين مُرسى فُلكِها الحائرِ؟ |
ما هِيَ؟ الغايةُ من قَذفِها |
على متون الثَّبجِ الثائرِ؟ |
في ظلمةٍ مفزعةٍ أطبَقَت |
موصولةَ الأوَّل بالأخرِ |
معركةُ العقل تَساوى بها |
الظَّافرُ المحسودُ بالخاسرِ |
* * * |
تحيَّةَ الحيِّ جَنى حظَّه |
من عيشِكَ الكالح والنَّاضرِ |
جَنَى عُجولَ الغَيطِ عاشت على |
ماءٍ وعشبٍ، في المَدى العابرِ |
وأُثقِلَت بالنِّيرِ أعناقُها |
جاهدةً في قبضةِ الآسرِ |
تَحرُث لا تملِك من شأنِها |
غيرَ عناءِ الكادح الصَّابرِ |
فإن وَنَت عاجَلَها بالعصا |
حَثاً، هَوَى مُطعِمِها الجائرِ |
* * * |
تحيَّةَ المفجوع في قلبه |
وفكرهِ، وحظِّهِ العائرِ |
عاف الهوى والحُسنَ، مذ جافيا |
إيمانَه بالخُلُق الطَّاهرِ |
وجانبَ النَّاسَ لِما هالَه |
من شَبَهِ الفاضل بالفاجرِ |
وطلبَ الحقِّ هُياماً به |
فقد رآه لعبةَ السَّاخرِ |
وحجَّةَ الكاذب، والمعتدِي |
والعفِّ، والصَّادقِ، والدَّاعرِ |
* * * |
تحيَّةَ الخابطِ
(1)
|
من يأسه أو عَزمه الخائرِ |
أثخَنَه الأينُ وألقى به |
في لَهَوات المنتهى الفاغرِ |
تحيَّة الشَّاكِي إلى مثله |
والسَّاهرِ المكدود للسَّاهر |
عاشا على ضَنكٍ سواءً فما |
هانا لمُستَعلٍ ولا هاجرِ |
حالاهما حالٌ على سُوئِها |
خَليقةً بالفخرِ من فاخِرِ |
وحلَّقا في الجوِّ لم يعبَآ |
بجارح ينقَضُّ أو كاسِرِ |
* * * |
تحيَّةَ المشتاقِ تدنو به |
على النَّوى نوازعُ الخاطرِ |
* * * |