متى يَعودُ الموعدُ الهاربُ |
فيستريحَ العاشقُ اللاعبُ؟ |
أم أنتَ عن أمريَ في غفلةٍ |
قد نام عنها رشدُك العازبُ؟ |
ما لِلَّذي يَرَوى به غيرُنا |
مأملُنا في وَصلِه ناضبُ؟ |
أواه! ما كانت سِوى حيلةٍ |
أجَرَّها للصَّاحبِ، الصَّاحبُ |
أين لَيالٍ مدَّ فيها الهوى |
شباكَه فاقتنَص السَّاربُ؟ |
حذِرتُها حيناً، ولكنَّما |
لا يَتفادى حيَنَه الهاربُ |
وأين قولٌ، أكَّدَت صدقَه |
عيناك، والقَبضةُ، والحاجبُ |
هيهاتَ! لا يعطفُ ذو نعمةٍ |
على شَقِيّ، عيشُه شاحبُ |
هشَّمتَ آمالي، فكن هاشِماً |
لليأس يَسعَد قلبيَ الواجبُ |
مَن لك مثلي، إن بدا عارضٌ |
وُقيتَ شرّاً.. أو دعا واجبُ؟ |
أنا الذي تعرِف خطواتِه |
في الجدِّ، وَهو اللاّعب الصاخبُ |
لو كنتَ فيما قلتَه صادقاً |
لم يَتجنَّب بيتَنا الغائبُ
(1)
|
ولا مضى يُمعِن في بُعدِه |
يَتبعُه مأملُنا الخائبُ |
ولا مشى عصراً، يَحُثُّ الخُطا |
كأنَّه المستعجِل الرَّاكبُ |
لم يبتسم، لم يَرنُ، لم يَتَّئد |
كما يكون المحنَقُ النَّاضبُ |
أكان كِبراً منه، أم جفوةً؟ |
أم ارتوى من وِردِه الرَّاغبُ؟ |
أم كان ثأراً غُصِبَت مهجتي |
فيه، كما شاء لها الغاصبُ؟ |
أم انتقاماً، سُلِبَت راحتي |
فيه، ليرضِي حقدَه السالبُ؟ |
ليلي، ألا تسألُ عنه؟ جَوًى |
شأنِيَ فيه الوَصَب الواصبُ |
تَشغَله الذِّكرى، فيُلوي به |
فَرطُ الجَوى، والأملُ الذَّائبُ |
ما لُمتُ، واللَّومُ على لَذعه |
ضرورةٌ -لكنَّني عاتبُ |