شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى
إلى طَللٍ، جَرَّ العَفاءُ ذيولَه
عليه، وعقَّته الرِّياح السَّواخرُ
فأصبح مَجفُواً، يَجول فيه البِلى
كأن لم تكن فيه حياةٌ وسامرُ
إلى الصَّنم الهاوي، وقد ثَلَّ عرشَه
زمانٌ على هَدم الضَّلالاتِ قادرُ
يَطوف به هَزلَى رَزاحٍ، تهافتوا
عليه، تُمنِّيهم نفوسٌ فَواتِرُ (1)
أناطُوا بهِ آمالَهم، فتعثَّرَت
وعاجَلَهم من مُتَّقِي الهولِ فاغِرُ
إلى الباطلِ المَهزومِ بعد افتضاحِه
وقد سئمَته أنفسٌ وضمائرُ
أراحَ مجالاً للظُّهور، فرامَه،
وها هُو، قد دارت عليه الدَّوائرُ
إلى العيشِ جَشباً، ما يُبَلُّ به ظَما
ويَقذَى ببلواه النُّهى والنَّواظرُ (2)
تُجافِيه أسبابُ الحياة تَرفُّعاً
ويُسلِمُه للذِّلِّ ماضٍ وحاضرُ
ويَجتازُه خَطوُ الزَّمان وأهلُه
كما اجتازَ مرتادَ النَّجاسة طاهرُ
إلى كبرياءٍ، حَطَّم الحقُّ ركنَها
وعاجَلَها بالموت رامٍ مُحاذِرُ
تَكَشَّفَ عنها باطنٌ مُتَجَهِّمٌ
يُسانِده من سَكرَة الطَّيش ظاهرُ
فصالَت، وهل تَرضى الصِّيالَ هزيلةٌ
يقودُ خُطاها أخرقُ الرَّأي سادرُ؟
فألزَمَها غارَ الجمود مظفَّرٌ
ونِعمَ مجالُ المُدبِرين المَغاورُ
إلى الزَّيفِ مَدحوراً، ومُزجيه عارياً
أهاضَ جناحَيه الكسيرَين قاهرُ
تَطول أمانيه، ويَقصُر سَعيُه
فهِمَّتُه في مأزِق الجِد عاقرُ
لَئِن كان وَهماً، شيّدَ الجهلُ صرحَه
فقد كان وَهماً بدَّدته الصَّراصرُ
إلى عِظَة الدُّنيا بمن قاده الهوى
فأرداه، ما تَندَى عليه المحاجرُ
يُردِّدها التَّاريخُ ذِكرى كَلِيلةً
وتَلعنُها أشباهُها والنَّظائرُ
إلى العُمُر الممتدِّ، لم يَجنِ طولُه
وقاراً، ولم يَكبَح زِمامَيه زاجرُ
تولَّت غَوايات الصَّغار قيادَه
وهل فاز مَن قادت هواه الصَّغائرُ؟
إلى المهجة الحَرَّى أسىً وغضاضةً
تَداوَلَها حَرُّ الظَّما والهواجرُ
إلى النَّظرة الحَيرى تَلَمَّسُ مُنقِذاً
يهيم بها ليلٌ من اليأس حائرٌ
إلى الأمل الذَّاوي، إلى حُلْم عُصبة
تَزَايلَ عنه المدَّعي والمكابرُ
إلى جيفة ألقى بها اليَمُّ حانقاً
فشاهَت بها شُطآنُه والكواسرُ
إلى بومةٍ ملَّ الخرابُ نَعيقَها
يَضيق بها مُغفٍ، ويُبلِسُ ساهرُ (3)
إلى شاعرٍ رِخوِ البيانِ أذاقَه
من الويلِ ألوانَ المهانة شاعرُ
وعَرَّاه من أسمالِه فتنادَرت
بِسَوءتِهِ أريافُنا، والحواضرُ
وسارت بِبَلواه الأحاديثُ ثَرَّةً
مشَت بصدَاها المستفيضِ النَّوادرُ
سهامُ هجاءٍ راشَها كفُّ ماهرٍ
يؤيِّدهُ من عزمه الصَّلدِ باترُ (4)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :393  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 147 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج