شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تأمُّلات
ألا مَن لِقومٍ صَرَّحُوا بعدما كَنُّوا
بألاّ يقولَ السَّاخِرونَ بهم: جُنُّوا (1)
عَجِبتُ لِقومٍ صَحَّ في العدلِ رَأيُهم
فلمَّا اقتضاه المُستَضامُ، بِهِ ضَنُّوا (2)
وأعجَبُ منهم مُتَّقُون تَحَنَّثُوا
طعامُهُمُ جَشْبٌ، وأثوابُهم خُشْنُ (3)
رَجَوناهُمُ في ظُلمَةِ الشَّكِّ حُجَّةً
نَرُدُّ بها الغَاوي، فقيل: قد استَغنُوا
* * *
رأى الحُسنَ قومٌ، فاستُطِيروا بسِحرِهِ
وقال حَكيمٌ: ما الغَرامُ؟ وما الحُسنُ؟ (4)
ومِن شَهَواتِ الحَيِّ نَبعُ شعورِهِ
وإنَّ مساعِينا بأسبابِها رَهنُ
أرانا عَبَدنا المالَ، والجاهَ، واللُّهَى
فماتَت دَواعي الكِبْرِ فينا. فما نَحنُ؟ (5)
أيا جِيرةَ الوادِي! نَعِمتُمْ بِخَيرِهِ
فقد ضَحِكَت بعدَ العُبوسِ به المُزنُ
وهادَنَهُ الإعصارُ بعدَ عَداوةٍ
تَهَدَّمَ في شَعوائِها ذلكَ الحِصنُ (6)
لقد لَعِبَت فيه السُّيوفُ سوافِراً
وقد جَهِلَت يوماً بِحَومَتِهِ الحُصنُ (7)
أرى الجودَ خَلاَّقَ المزايا، وَطَالمَا
افتَراها، ولولا جُودُهُ لم يكن مَعْنُ (8)
* * *
وعَاتِبَةٍ في الصَّبرِ، قالت، فَأثقلت
وقد ساءَ منّي في لجَاجَتِها الظَّنُّ
أقولُ لها، والصَّبرُ يُوهِنُ حُجَّتي،
وما حُجَّةُ المغلوبِ ليس له رُكُنُ
تناهضَ بي عقلي إلى ما استَحَثَّه
ولكنه عزمي الذي هَدَّهُ الوَهنُ
* * *
عَيِيتُ بأسبابِ الهَوى كيف تُتَّقى
ومِنْ جُندِها: جُوعُ الغَريزةِ، والأفْنُ (9)
ولم أرَ مثلَ الحُبِّ قَيداً لربِّهِ
مَساريهِ وَعثَاءٌ، ومَشربُهُ أجْنُ (10)
ولكنَّه راعِي القلوبِ وسَرحُها
ولكنّها، مُذ كان، أفئِدةٌ رُعنُ (11)
* * *
تَغَنَّى رِفاقي بالمُدامِ وفِعلِها
ولو عَرَفوا سُوءَ المغبَّة، ما غنّوُا (12)
تقول: ابتسِم لِلْباسِمينَ تحيَّةً
وكيفَ وبي مِنهُمُ، وَلَم أنتَصِفْ. ضِغْنُ؟ (13)
سَلُوا صَاحبي المَخمورَ: ماذا لَوَى به
أكأسُ الطِّلا؟ أم من سَقَتْها؟ أمِ اللَّحنُ؟ (14)
تطَلَّعتُ في اللَّيلِ البَهيمِ بناظِري
فعادَ، وقد أودَى، بِمأْمَلِهِ الدَّجنُ (15)
أنَحنُ، وقد نَالَ الجَمادُ كرامةً،
قَطِيعُ سَوامٍ، لا يُقامُ له وَزنُ؟ (16)
* * *
وَذَكَّرتُ أجيالِي بماضِي عُهودِنا
فَهَل ذَكَرُوها بعدَ لأْيٍ، وهل حَنُّوا؟ (17)
رَعَى الله كَدَّاحِينَ ناداهُمُ الغِنَى
وأمكنَهُم نَيلُ المَطالِبِ، فَاستَأنُوا
أُرامِزُ في قَولي، فيُخطِئُ صاحِبي
مُرادِي، فأستَخِذي، ويَغمُرُني الحُزنُ (18)
ألا قاتَلَ الله الطِّلا كم تَلاعَبَت
بعَزمِ شُجاعٍ، فاستَقَرَّ بهِ الجُبنُ
* * *
فزِعْتُ إلى شِعرِي، أُوارِي بهِ الأسَى
فقيلَ: أديبٌ ناعمُ البالِ، يَفتَنُّ (19)
وما أنا إلاّ ثائِرٌ، فُلَّ سيفُهُ
وأسْلَمَهُ الحَامِي، فَأثخَنَهُ الطَّعنُ (20)
لقد عادَ بِي جَهدُ السُّرَى نحوَ غايةٍ
حَرامٌ على طُلاَّبِها العَيشُ والأمنُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :515  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج