| أقبلَ اللّيلُ وما لي |
| مِنه بَحراً مظلِما |
| تَنطَوي فيه مآسيَّ |
| لُغوباً وَظَمَا |
| وَسَرَى البَدرُ وقد مَلَّ |
| سُراهُ المُبهَمَا |
| قانِطاً يَبعثُ في نفـ |
| ـسي أساهُ ألمَا |
| أتُراها قِصَّةُ الهَمِّ |
| صَريعاً ها هُما؟ |
| * * * |
| أم تُراها قِصَّةُ القَيـ |
| ـدِ لِحُرَّيْنِ أُصيبَا |
| قصَّةُ الحَيِّ على الأر |
| ض يُلَقَّاها نَصِيبا |
| قصَّةُ الأحلامِ، لا تَصـ |
| ـدُقُ، والعَيشِ رَتيبا |
| والشَّبابِ المُهدَرِ الغَا |
| يَةِ مَحرُوماً كَئِيبا |
| لاذَ بالصَّمتِ كما لا |
| ذَ بهِ، إلاّ وَجِيبا |
| * * * |
| أقبلَ اللَّيلُ وفي النَّفـ |
| ـسِ من اللَّيلِ صِراعْ |
| وأمانيُّ فؤادٍ |
| مُثخَنٍ ضاعَت.. وضَاعْ |
| يا لَهُ من ثَبَجٍ يَركَبهُ اليا |
| ئِسُ مَطوِيَّ الشِّراعْ
(1)
|
| ثَبَجُ العيشِ على المكـ |
| ـروهِ في دُنيا الخِداعْ |
| الأناسيُّ على ما التَمَسُوا |
| فيها سَواءٌ والسِّباعْ
(2)
|
| * * * |
| قال لي اللَّيلُ.. وقال الـ |
| ـبدرُ.. والصَّمتُ خِطابْ |
| ما مضَى من عُمرنا وَهـ |
| ـمٌ وما يَأتِي سَرابْ |
| ما لنا مِن نَصَبِ الجُهـ |
| ـدِ سوى مُرِّ العَذابْ |
| قد عَدَانا العِلمُ بالغا |
| يَةِ سَعياً ومآبْ |
| كم تَشَاكَينا وما شَكـ |
| ـوى مُصابٍ لمُصابْ؟ |
| * * * |