| لَعَتَبْتُ لو أجدَى العِتابُ وإنَّما |
| صَمْتُ الحزينِ تَعَتُّبٌ وخِطابُ |
| وصَرَفتُ نفسي، لو أطقتُ، عن الهوى |
| وَهَوَانِه لكنَّها الآرابُ |
| تأبى فَنَاءَك حيثُ أنتِ بمهجتي |
| رمزُ البقاءِ وسِحْرُهُ الخَلاّبُ |
| أنا من أضاعَكِ مستريباً ساخِطاً |
| وَقَسَا عليكِ إذِ القلوبُ غِضابُ |
| واليومَ يَسْتَدنيكِ ملتهِبَ الحَشا |
| وحنينُه لكِ لو قَدَرتِ مَتابُ |
| ماذا؟ أيطويكِ السَّقامُ غريبةً |
| عنه وأنتِ له مُنىً وطِلابُ؟ |
| ويظلُّ يسمعُ عن أساكِ لِفعلِهِ |
| بِكِ ما يُسَاءُ بِذكرِهِ ويُعابُ؟ |
| أعزِزْ بغَضْبَتِكِ الحبيبةِ إنَّها |
| لِعُزوفِ قلبي عن هَواكِ عِقابُ |
| كانتْ ضلالةَ ثائرٍ أحرجتِهِ |
| فَنَأى، بأنَّ مُناهُ فيكِ كِذَابُ |
| حتَّى تألَّفه ضَنَاكِ وَقَادَهُ |
| ماضيكِ وَهْو القاهِرُ الغَلاّبُ |
| فإذا هفوتُ إليكِ بعد تَمَنُّعٍ |
| فيما أصابكِ فِيَّ َهواي عُجابُ |
| قالوا: صَمَت، وتلك منكِ بلاغةٌ |
| سَلَّتْ سَخِيمَةَ مهجتي، وعِتابُ |
| أفكنتِ آبيةَ الكلامِ تكبُّراً |
| أم كان يَمنعُكِ الكلامَ مُصابُ؟ |
| فلقد بلغتِ بصمتِ حُزْنِكِ غايةً |
| مِن دُونها الإيجازُ والإطنابُ |
| * * * |