أمَّا الهَوَى فلقد وُلِدتُ ببابِهِ |
وأخذتُ ملءَ يَدَيَّ مِن أسبابِهِ |
ووَعَيْتُ ما عانيتُ من أسرارِهِ |
مِمَّا يَضنُّ بِه وراءَ حِجَابِهِ |
وقَطَعتُ تِيهَ سُراهُ طَوْراً أنتَشي |
في حانِهِ، وأُنيبُ في محرابه
(1)
|
ظَمآنَ أرتقبُ الحقيقةَ مَوْرداً |
لَمَّا أزلْ متعلقاً بِطِلابِهِ |
فإذا الهوى؛ وإذا الحَقيقةُ في الهوى |
هَنَتَانِ تَنْدَسَّانِ في آرابِهِ
(2)
|
أتَرى الجَمالَ سِوى حَبائلِ دَعوةٍ |
عَصَفَت بخاملِ صَيْدِها والنَّابِهِ |
هو مَنهجُ الأحياءِ عَبْرَ حياتِهم |
سِيَّانِ راكبُ صخرِهِ وترابِهِ |
ولقد تُطالِعُك النُّفوسُ بغَيرِ ما |
طُبِعَت عليه من الأذى وَكِذَابِهِ |
فاخفِضْ جَناحَك للهَجيرِ ولا تَهُنْ |
فلقد تُصيبُ الماءَ خلفَ سَرابِهِ
(3)
|
تجري بنا الأيامُ عاثِرةَ الخُطَى |
أسْرى الضَّياعِ نَهيمُ بين شَقَائِهِ |
نَسعى... وكَم نسعَى وراءَ ضَلالَةٍ |
مِمَّا يَبُثُّ الوَهمُ بين ضَبَابِهِ |
أملٌ تفيضُ له النُّفوسُ بَشاشةً |
فَتفيضُ يأساً بعدَ خوضِ عُبابِهِ |
ليتَ الخيالَ وَفَى بِما هامَتْ بِهِ |
مُهَجٌ نَجودُ بها على أبوابِهِ |
يا ليلُ كَم نَطوي الجِراحَ على الأذى |
ونَذوبُ في بَرْحِ الأسى ومُصابِهِ |
يا ليلُ ضاقَ الصَّبرُ من طُول السُّرى |
بالصّابرينَ تَلَفَّعُوا بسَحابِهِ |
حَتَّامَ نَقضِي في مَعَابِرِ تِيهِهِ |
وَإلامَ نَمضي في تَجَرُّعِ صَابِهِ؟
(4)
|
راحَ الشَّباب بنا إلى غاياته |
صَرعَى لِتُؤْذِنَ بانْطواءِ كتابِهِ |
شِخْنا وما شاخَ الزَّمان، وما لنا |
من شَائِخٍ نرجوهُ عند شَبابِهِ |
وتناهَبَ السَّاعون كلَّ ذَميمةٍ |
للعَيشِ مُرْتكِساً على أعقابِهِ |
ضاقَ المَجالُ بنا على سَعَةٍ بهِ |
وتَعَجَّلَ الحُذَّاقُ نَهْبَ رِحَابِهِ |