سألتُ اللَّيلَ عن عهدِ التي أهوى وذِكراها |
وعن مَسْراه عَبْرَ الصَّمت، مبتهلاً لِمسراها |
وعن نَجواه في نجوايَ، ترتقبانِ مَرآها |
وعن أعيادِنا احتفلت، مفاتنُها بلُقياها |
وعن مَسرى خُطاها في الطّريق تدورُ عيناها |
روَاها الرَّمل بالشّاطىء للموج، فغنّاها |
تساجَلَ حولَها النّسماتُ، أسماعاً وأقواها |
وأطرقَ -لا يجيب ُ اللّيل. في مأساتِه تاها |
وقال الصَّمتُ، ما أشجَتْ به الكلماتُ معناها |
بلى يا ليلُ، إنَّ الحبَّ أشقانا وأشقاها |
وعاقت خَطوَها الأقدارُ عن محراب مغناها |
تُضيء بظلّهِ الصّلواتُ مشرقةً محيّاها |
وتُفعِم جوَّه القدسيَّ بالترتيل عيناها |
وتَفرِشُ أرضَه بالزّهر في الأسحار خدّاها |
لقد ذهبَتْ، وقام الصَّمتُ يُجْهِشُ في مُصلاّها |
* * * |