كانتْ آمالي فيكِ |
قيوداً تُثقِلُني.. وتَعوقُ خُطاي |
وتَربِطني بظَلامٍ، لا أعرفُ فيه مَسارِي |
كانت مجهولاً أبديّاً.. يَحفِلُ بالألغاز |
وتَخَلَّى عنِّي إدراكي.. لحقيقةِ شيءٍ منها |
فَمضيتُ أسير.. أسيرُ إلى غير نهاية |
وأسائِلُ نفسي. والحَيْرةُ تغمُرُها |
وتُغَطّي بالعَثَراتِ طريقي: |
أهنالِكَ غاية؟ |
وبدا بينَ الظُّلمات.. خيالُكِ |
يَخْفَى ويَلُوح.. كشارةِ ضوءٍ تُخفِيها |
أمواجُ البحرِ. يُحرّكُها التيّار |
لا شيءَ.. لا شيءَ سوى. الحَيْرةِ والسَّير |
وراءَ المجهولِ الأبديّ.. |
لماذا كان الصَّمت |
نصيبَ المتطلِّع للكِلْمة.. للتَّفسير؟! |
قد طالتْ مرحلةُ الإبهام |
وكرهتُ الصَّمت.. |
واشتَقتُ إلى كَسرِ قيودي |
لا أحلُمُ بالحريَّة.. فهي رداءٌ برّاق |
لا يَصلح للتُّعساء |
لكنّي أنشُد أن أُلقيَ أعبائي |
أعباءَ شعوري بالغُربةِ، في دنيا تقذِفُ كالبركان |
حُمَماً تتلظَّى وتَفُور.. |
وتطوِي في غيرِ مبالاةٍ.. أشواقاً عاش بها |
ولها قلبُ الإنسان |
يا سيّدتِي! |
قد كان فُضولاً منّي |
أن أحملَ قلبي بين يَدَيّ |
لِيسكبَ في أُذنيكِ حكاياتِه |
في صُوَر يَنقصُها الزُّخرف.. |
لا يشفَع فيها غيرُ هَواه |
بفاتنةٍ لا قلبَ لها |
كلا يا سيّدتي.. لن تَجدِيني بالباب.. |
أُعيدُ الطَّرْقَة. |
لأشكُو منكِ إليك. |
قد ودَّعتُكِ.. ومَضَيتُ |
على دربي المعهود |
أحدِّثُ دَوْحَ الغاب |
وأعاتبُ أحلامي |
وككلِّ غريبٍ في دنياه |
أطالعُ مأساةَ حياتي |
بثباتِ اليائسِ |
من جَدوى أيِّ نضال |
قد كانت لحظةَ وَهْمٍ مَرَّت بحياتي |
ومَرَرتُ بها |
وخَبَت، وانطَفَأت، وتلاشَت |
لم تترك.. أثراً.. حتّى أثراً للذِّكرى!! |
* * * |