من أينَ جئتِ؟ وأينَ كُنتِ؟ |
وما فعلتِ؟ |
وأينَ صادِقةُ الجواب؟ |
أتقول كنت هناك؟ |
أتقول خنت هواك؟ |
لا.. لن تقولَ سوى الدّموع |
وتُلِحُّ أسبابُ الرِّياءِ.. أو الذَّكاء.. أو الرَّجاء |
على البقاء وراءَ أستار الخفاء |
ونرى، ونسمعُ، كيف يَنتصرُ الهُرَاء |
أنا لا أحار |
ولا أغار |
أنا لستُ أسألُ أين كنتِ |
وما فعلتِ؟ خلالَ أيام الغياب؟ |
لأنَّني، وهواكِ، أدري |
أدري، وأعرفُ عن يقينْ |
ما تفعلين، وأنتِ غائبة؟ |
وما لا تفعلين |
وبمن وأنتِ معي |
وبينَ يَدَيَّ، وَجْداً، تحلُمينْ |
وبمَن.. ومَن.. تتلاعبينْ |
وتعرِفين.. وتكشُفين -ما لا أظنّك تجهلينْ |
أفلا يروقُك أنني لا أُستثار؟ |
ولا أغار ولا أحار |
وأهيمُ فيكِ.. ولا يؤرّقُني الفُضولْ |
إذا لقيتكِ بعد حين.. |
وَلِمَ الفُضُول؟ |
أنا لا أشكّ.. ولا أغار |
ولا أشُوبُ صَفاءَ قلبِكِ بالعِتاب |
ها أنتِ بينَ يَدَيَّ |
شخصاً ماثِلاً |
ما لي؟ وما لِهواكِ قلباً غائبا؟ |
أنا لا أغار من الذين |
تقاسموه |
أنا لا أغار، فقد شَقِيتُ |
بِغَيْرتي أيام جهلي |
أيام كنتُ أقدِّسُ الكلماتِ |
أطعِمُها حياتي |
الحبَّ.. والأشواقَ.. والوَجْدَ المبرِّحَ.. والدموع |
أيامَ كان لكل لفظٍ |
في أحاسيسي شِعار |
والآن ماذا بعدُ؟ |
أأقول بعد الأربعينْ |
أم بعد تجربة السِّنينْ |
أصبحتُ شيئاً جامداً |
لا يُستثارُ |
ولا يَغارُ |
نَعَمٌ. وما معنى أغار؟ |
ولم تَزَل تسري الرياح |
بقصّة الإنسان؟ |
تَرويها الحقول |
عن الثمار.. عن الزّهور |
عن الوحول.. جميعِ ما تحوي الوحول |
* * * |