شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنَا لا أغار
من أينَ جئتِ؟ وأينَ كُنتِ؟
وما فعلتِ؟
وأينَ صادِقةُ الجواب؟
أتقول كنت هناك؟
أتقول خنت هواك؟
لا.. لن تقولَ سوى الدّموع
وتُلِحُّ أسبابُ الرِّياءِ.. أو الذَّكاء.. أو الرَّجاء
على البقاء وراءَ أستار الخفاء
ونرى، ونسمعُ، كيف يَنتصرُ الهُرَاء
أنا لا أحار
ولا أغار
أنا لستُ أسألُ أين كنتِ
وما فعلتِ؟ خلالَ أيام الغياب؟
لأنَّني، وهواكِ، أدري
أدري، وأعرفُ عن يقينْ
ما تفعلين، وأنتِ غائبة؟
وما لا تفعلين
وبمن وأنتِ معي
وبينَ يَدَيَّ، وَجْداً، تحلُمينْ
وبمَن.. ومَن.. تتلاعبينْ
وتعرِفين.. وتكشُفين -ما لا أظنّك تجهلينْ
أفلا يروقُك أنني لا أُستثار؟
ولا أغار ولا أحار
وأهيمُ فيكِ.. ولا يؤرّقُني الفُضولْ
إذا لقيتكِ بعد حين..
وَلِمَ الفُضُول؟
أنا لا أشكّ.. ولا أغار
ولا أشُوبُ صَفاءَ قلبِكِ بالعِتاب
ها أنتِ بينَ يَدَيَّ
شخصاً ماثِلاً
ما لي؟ وما لِهواكِ قلباً غائبا؟
أنا لا أغار من الذين
تقاسموه
أنا لا أغار، فقد شَقِيتُ
بِغَيْرتي أيام جهلي
أيام كنتُ أقدِّسُ الكلماتِ
أطعِمُها حياتي
الحبَّ.. والأشواقَ.. والوَجْدَ المبرِّحَ.. والدموع
أيامَ كان لكل لفظٍ
في أحاسيسي شِعار
والآن ماذا بعدُ؟
أأقول بعد الأربعينْ
أم بعد تجربة السِّنينْ
أصبحتُ شيئاً جامداً
لا يُستثارُ
ولا يَغارُ
نَعَمٌ. وما معنى أغار؟
ولم تَزَل تسري الرياح
بقصّة الإنسان؟
تَرويها الحقول
عن الثمار.. عن الزّهور
عن الوحول.. جميعِ ما تحوي الوحول
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :477  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج