مَتَى كنَّا هنا؟ قولِي متَى كنَّا؟ وهل كنّا؟ |
أتفنى ذكرياتُ الحُبِّ فينا، قبل أن نَفنى؟ |
لقد هُنَّا، وهانَ الحُبُّ، منذُ سَرَت بنا الأيّام |
بعيداً في مَساري الصَّمت، لا ذكرى ولا أحلام |
ومَدَّ ظلالَه النِّسيانُ، فوق مَعابر الصَّمتِ |
فلا أنا قد خطوتُ إليكِ معتذراً، ولا أنتِ |
لماذا؟ أنتِ لا تَدرين، ومثلَك كنتُ لا أدري |
تَعَالَيْنا، فضاعَ العُذْرُ بين السُّخط والكِبْرِ |
وماذا كان غيرَ تَوافِهِ الأخطاءِ والأسباب؟ |
فماتت بيننا الأيّامُ، لا عَتبٌ، ولا إعتاب |
كلانا صابَر المأساةَ.. سامَرَ حزنَه فيها |
تُمَزِّق صدرَه الآلامُ، تَطويه ويَطويها |
نَسيتُ أنا.. فهل تَنسينَ ما فَعَلت بنا الأوهام؟ |
فعاطِيني كؤوسَ رِضاك، زَفَّ عبيرُها الأنغام |
وحسبي فيكِ ما لاقَيتُ من حُزنٍ ومن حِرمان |
ظلمتُكِ فانتصفتِ، وها أنا أتلمَّسُ الغُفران |
* * * |