شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فَرَاش.. وجَليد
هاجِرَتي! لو كنتِ تَسمعين
ما أقولُ.. أو تَعِين
لَمَا تراكم الجَليدُ بينَنَا
ولم تَمُتْ أيامُنا على الجليد
* * *
هاجِرَتي! أرجوحةُ الأقدارِ
لم تَزلْ تدور..
تحتَ ظلالِ الصَّمتِ والسُّكون
والبُعدُ بينَنا يمتَدُّ في فراغ
تُقَبِّلُ الهواءَ حولَه..
وتَطلُب المزيد
وتُطفئُ المصباح
كي يُنوِّر الدُّجى جَنَاحَها
وكي يُضمِّدَ الدُّجى جِراحَها
* * *
الكأسُ، يا فَراشَتي!
لَمَّا تَزلْ ملأى بِرَيِّقِ الشَّراب
والرَّغَباتُ لم تَزَلْ عُبَاب
فكيفَ طِرْتِ.. واندَفَعْتِ
خارجَ الزَّمان؟
نَسيتِ.. أمْ أُنسيتِ وقدَةَ اللَّهَب
ووَشْوشاتِ الكأس
حَفَّ كأسَها الحَبَبُ
مَلِلْت! أم نَدِمْتِ!
أم لَوى بِكِ الغَضب!
لا تَجِدينَ ما يُقال!
أفهَمُ ما يمكن أن يُقال!
لِكلِّ رِحلةٍ سَبَب
وكلُّ راحلٍ له أَرَب
لا، لن أقولَ خُنْتِ
أو ضَلَلْتِ.. إنَّها الرِّغاب
وإنَّها دوافعُ الشَّباب
فَرفْرِفي حيثُ يقودُك الفَضاء
لغايةٍ.. لِغيرِ غايةْ
كلاهما سواء..
لا تَسألي عن المصير
ما دام في الدُّجى سَرير
يُنيرُه مصباح
كلُّ الفراشِ هكذا
كلُّ الفَراش كائنٌ لِيحتَرِق
بل كلُّ شيءٍ في الوُجودِ يَحترق
حتَّى الفَراشاتُ التي لا تَعرِف اللَّهيب
حتّى التي لا تعرف الحُبَّ ولا الحبيب
فَراشتي! لحِكمةٍ قد حَفَلَ
الوُجود بالفَراش..
وكلُّ حُجرةٍ بها سرير
يَقبَعُ في جواره مِصباح
وليس في القِصَّةِ ما يَهُول
وكلّ ماضٍ يَهون.. يَختفي
في ظلمة الدُّجَى..
فَراشتي! لو ساقكِ الهواءُ ليلةً
إلى فراغ حُجرتي
لن تجدي السَّرير خالياً
فثَمَّ دائماً.. أكثرُ من فَراشَهْ
تَطوف حوله لِتَحترق..
وكلُّ شيءٍ في الوُجود يَحترق..
أنا.. وأنتِ.. والكِيان كلُّه..
حتَّى اللَّهيبُ والجليد..
ويختَفي القَديم، ويَظهر الجَديد
ويَلِدُ الفَراشُ، دائماً فَراش..
فَراشتي! أنا حزين
لأنَّ غاية الحياة.. غَيْرَ غايتي.. وغَيْرُ غايَتِك
لأنَّ كل شيءٍ يَنتهي.. ويَختفي
ولا يَدوم
لأنَّه لو دام، لانتهى بقاؤُهُ
وصارت الأحياءُ كلُّها جَمَاد
نَعَم.. بِرَغم ما فهمتُ
لم أزلْ حَزين..
لأنَّ كلَّ شيءٍ في الوُجود يَحترق
مخلّفاً وراءه رماد
تنْثُره الرِّياح
فَراشَتي!. لن يَبْلغَ الكلامُ
غايةَ الكلام
فلْيكنِ الصَّمت إذاً
لِهذه المأساةِ.. شارةَ الخِتام
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .