شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحْلة بلا رَفيق
سُعادُ.. يا أُنشودةَ الرَّبيع
يا أحلامَهُ النَّشوَى بِصَبوةِ الجَمال
ويا ضِياءَ الفجر..
يا دعاءَهُ الحَنونَ، يَفيضُ بالفُتون
مِن دِنانِه المُضَمَّخاتِ بالطُّيوبِ، رَشَّتِ الدُّروب
في تَهويمَةِ الزُّهورِ، يَحلُم حَولَها الطّيور
* * *
سعادُ يا إشراقةَ الأمَل.. وبَسمةَ الشَّباب
يا أسطورةَ الهَوى في كَهفِها المَسحور
تُطلِقُ العَبيرَ، حولَها، مَجامرُ البُخُور
تَقُصُّ عن (عِشْتَارَ) قِصَصَ الجَمالِ والشُّعور (1)
مجنَّحاتٍ، تَنهبُ الفضاءَ، في أشعَّةِ القَمر
* * *
سعادُ، يا شَبَّابةَ السُّكون
هل كنتِ تَحلُمِينَ في إغفاءَةٍ مُتْعَبَة
قَصَّرتُها بمطلبي الذَّاهلِ.. لا يَغْفِرُهُ الحَنين
أتى بِيَ الشَّوقُ لكي أراك
كي أرشُفَ الألفاظَ، حلوةً، من فمِكِ الجَميل
وكي أرى السُّباتَ في عينيكِ
زورقاً يسبَحُ بين ضفَّتَين
مُخْمَليَّتَينِ، تَنضَحان بالشَّذا..
تُباركانِ، في حنَانٍ، رِحلةً، تزفُّها سَكينةُ الحَنان
* * *
سعادُ، عيناكِ بُحيرتانِ.. فاضتا
بكلِّ ما في فِتنةِ الرَّبيعِ، من مَفاتِنِ الحياة
وكلِّ ما في رَوْعة الشَّبابِ.. من ذخائرِ الشَّباب
وكلِّ ما لا يَعرفُ الشَّبابُ من دوافع الحياة.. في خوالِج الشَّباب
* * *
سعادُ.. هل تقرأُ عيناكِ الذي تخُطُّهُ عيناي؟
وهل سَمعتِ.. شهقاتِ مُهجتي الحَرَّى؟
تطوفُ كالفَراشِ، حولَ وجهِكِ الوَضَّاءِ، دافىءَ السِّمات؟
وهَل تَرَينَ دَمعةً في كلِّ كِلْمَةٍ لاهثَةٍ، يُرسلُها فَمي؟
وهَل شَعَرتِ في انقباضِ صَوتيَ الحزين عندما أودعُّك؟
وهَل تتبَّعتِ خُطايَ، سَمَّر الأسَى انطلاقَها؟
* * *
هذا أنا أضربُ في الفَراغ موغِلاً في رِحلة الضَّياع
رِحلتي، وقصَّتي التي أخاف أن يكون بَدْؤها خِتامَها
قصَّةُ عُمْرٍ جاوزَ الشَّبابَ.. بل أضاعَهُ
في تيهِ مَسْراهُ.. إلى مصيرِهِ..
حتَّى رأى في راحتَيك الحلوتَين.. سرَّ ذلك المَصير
فارتَمى بينهما..
وراحَ في سُباتِهِ العَميقِ، كالغَريق
لا يسألُ الطَّريقَ.. عن نهايةِ الطَّريق
* * *
سعادُ، ما أحلى اسمَك الطَّروبَ.. صانع المَعاد
سعادُ، يا تَهويمةَ القَرارِ.. بعد رِحلةِ السُّهاد
تَألَّقي، وأرسلي، من ناظرَيك الواعدَينِ، نفحةَ الصَّباح
وَقطِّرِي من راحتيكِ بَلسَم الجراح
* * *
سعادُ، إن أذنبتُ، فاغفِري
وإن أسأتُ، فاستُري..
فإنَّ عينيكِ وراءَ قِصَّتي
ميلادُ قِصَّتي
تلك التي.. أخافُ أن يكونَ بَدؤها.. خِتامَها
* * *
سعادُ.. هل أقوَى على استئنافِ رِحلة الضَّياع؟
ورِحلة الإيغال.. والتَّطويفِ في متاهَةِ الفَراغ؟
ورحلةِ الشَّوقِ إلى المصير، قادَهُ وقادَني القَدَر..؟
وأنتِ ذلك المصير؟
نَعَمْ.. فأنتِ ذلكَ المصير...
في قِصَّةِ الفراغِ.. والصِّراعِ.. والضَّياع
والأسَى المَريرِ.. وَوَقدةِ الهَجير.. في دُوَّامة السُّرى
* * *
يا قِصَّتي.. يا فَصلَها المثير
هذا أنا وفي يَدِي الشِّراع
أنشدُ الرَّفيق.
فهل تَخوضِين معي.. بِجانبي؟
وفي يديكِ دَفَّة الشِّراعِ؟
غياهباً -تُضيئُها عيناكِ.. يَنبوعَين؟
هدَّارَين بالسَّنا. وبالأمل
بِكلِّ ما هامت بهِ رُوحيَ في طريقها الطَّويل؟
سعادُ.. هذا موعد اللِّقاءِ قد دنا
وارتعشت خوالجي..
وقبلَ أن أراكِ في أرجوحةِ القَمَرِ
تسمَّرَ الخيالُ.. قَلقاً.. من رَهبَةِ الوَداع
* * *
سعادُ.. لو كان لقاءٌ، ليس بَعدَه وَداع
وليس بعدَه فِراق
لو كان
أقلتُها؟
كلاّ. فلن أهمِسَها في أُذُنيكِ
ساعةَ اللِّقاء.. لأنني أخاف لحظةَ الوَداعَ.. أن تكون لحظةَ الفِراق
* * *
سعادُ.. ما زالت يَدي مَشدودةً على الشِّراع
ونظَرتي تائهةً عَبْرَ الفضاءِ.. ترقبُ الفراغَ، والصِّراع، والضَّياع
ووجهُكِ الصَّغيرُ.. نجمةً.. تَبِينُ تارةً وتَخْتَفي..
* * *
ما أبْعَد الرِّحلةََ.. يا حبيبتي..
وما أمَرَّها
رحلةَ مَن لا يَجدُ الرَّفيق
عندما يَظُنُّ أنَّه.. قد وجَد الرَّفيق
 
طباعة

تعليق

 القراءات :430  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 94 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل