شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
- الكلمة الآن لسعادة الدكتور عبد المحسن القحطاني الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة:
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم أيها الحاضرون ورحمة الله وبركاته: أصدقكم القول أنه مسَّني خوف شديد، حينما سمعت قبل سنوات مقولة تُرَدَدُ وهي أن "الرواية ديوان العرب" وأن الشعر لم يبق ديواناً للعرب، هذه المقولة التي ما فتئت تطالعنا بين فينة وأخرى، داخلتني بل ساورت نفسي جاهدةً أن أصدقها في ما تقول، وكانت تلك المقولة لها من السند ما يعضدها، وهو أن الشعر أحادي البيت أو نثري الكلمة أو منبري الإلقاء، وظلت هذه المقولة تتأرجح مرة تلو الأخرى ونحن - وأنا من المتحدثين أقصد - لا نغمط الرواية حقها، ولا نسلبها شيئاً لها، ولكن لا نريد أن يقوم فن على جثة فن آخر، فالساحة واسعة تسع الإبداع جميعاً ونحاكم أنفسنا أمام هذا الشعر، ظللت أقرأ ثم قبل خمسة وعشرين عاماً، هذه المقدمة أقولها توطئةً لما سأطرحه، لأنني قرأت كتاباً طبع قبل خمسة وعشرين عاماً، لشاعرنا الأستاذ خالد محيى الدين البرادعي؛ هذا الكتاب جملة يحوي قصيدةً واحدةً، وعلى أي شيء؟ على تفعيلة واحدة، فبني الكتاب على تفعيلة تتكرر مع نفسها وهي متفاعل. والكتاب يقع في مائة وعشرين صفحة، إنه كتاب حاول أن يخدعنا عنوانه، فهو "رسائل إلى امرأة غريبة".
وكتب مؤلفه أنه يحوي ثماني وعشرين لوحة، أرأيتم شاعراً يضع نفسه في هذا المأزق، مأزق التفعيلة، ومأزق الموضوع الواحد، لتكون قصيدة في كتاب؟ إنه فعلاً لا يستطيع أن يقوم بهذه المهمة إلا الموهوبون من المبدعين.. لأن التفعيلة مع تماثلها تجعل المتلقي يصرف النظر عنها. بيد أن هذه التفعيلة المتكررة مع نفسها، مرة تأتي بين المد والجزر تحددها أو تقتلها كتابة الكلمة أو إنتهاء الجملة، لن أتحدث عن الموضوع، فموضوع الكتاب هو حوار بين الشاعر وامرأة، وهي ليست امرأة، وإنما هي قضية في نفسه.. ثم رأيت بعد ذلك أو سمعت، ويؤسفني أنني لم أقرأ، كلمة عن ديوان له "عبد الله والعالم" بناه على تفعيلتين أو على وزنين مختلفين، فكأن العالم له نغمة مختلفة والعبد لله له نغمة أخرى، هذا كذلك حوى قصيدةً واحدة، إذا كان هذا هو ديدن الشاعر أيحق لنا أن نقول إن الشعر ليس ديواناً للعرب؟ إنه ديوان العرب. ولا أدل على ذلك من خمس عشرة مسرحية كتبها شاعرنا.
وكما تعرفون أن المسرح يحتاج إلى موهبة فذة ليس لإبداع الشعر فقط، وإنما لحبك الكلمة وسبكها وتقمص الشخصيات، ليعطي كل شخص ما يناسبه من موقف قولي.. أقول لكم إنني لم أقرأ من شعر الأستاذ خالد إلا ديوانين وإنني لم أره إلا هذه الليلة ولكنني أقول من هذا المنبر إنه لم يفكر في وحدة البيت أو وحدة القضية منفردة عن مجموع القضية، فكأن وحدة البيت التي لم يهملها ووحدة الموضوع انصهرا في مجموع القضية، ولا أريد أن أطيل عليكم الحديث ولكنني بلسانكم ولسان المحتفي نردد عليه قول أحد أجدادنا:
يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا
نحن الضيوف وأنت رب المنزل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :822  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 154 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.