شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مُنَاجَاة
لا تَصولُ الجِيادُ حيثُ تَصُولُ
فكثيرٌ، من مُقتَفِيكَ، القليلُ
ما على مَن سَبقتَ أن يخسَرَ السَّبـ
ـقَ، ومِن خَلفِهِ يَكُدُّ الرَّعيلُ
أيُّها السَّابقُ المحَجَّلُ والفا
دِي المُفَدَّى، والواصِلُ المَوصُولُ
حَسَدَتنِي على هواكِ اللَّيالي
فَتَغَيَّرتَ، أم ثَنَاكَ العَذولُ؟
إنَّ يوماً يَفوتُ راجيكَ مِن وَصـ
ـلِكَ، يَومٌ وَحْفُ الحَواشِي ثَقيلُ (1)
لَو تَكَلَّفتَ غَيرَ طبعِكَ بالصَّدِّ
ثَنَاك القَلبُ الرَّقيقُ الوَصُولُ
يَحتَمِي المُذنِبُ المقِرُّ بِجَدوا
كَ، ويَقضي بِنَيلِكَ، المَأمولُ
وَلَبَعضُ الجَدوى، مِن الواهِبِ القا
دِرِ، صَفحٌ، وبعضُها تَنوِيلُ
أفسَدَتني على جَميل أياديـ
ـكَ أيادِيكَ، والكريمُ حَمُولُ (2)
مثلَما تَفسُدُ الزُّهورُ على الرَّيِّ
إذا طال رِيُّها فَتَحولُ
لا ثَنَتكَ الأحداثُ، والغَضَبُ العَا
رِضُ، عنّي، والشكُّ، والتَّأويلُ
هَنَةٌ جَسَّمَ الخَيالُ مَعَانيـ
ـهِا ضَلالاً، وضاعَفَ التَّهويلُ
قَد تَعَجَّلتَها بِهَجرٍ، وما ضا
قَ بِها، بَعدُ، عُذرُها، والدليلُ
أينَ حَقُّ العتُبَى، وَسَابِغَةُ العَفـ
ـو، ودَينُ الوِدادِ والتَّأميل (3)
وَلَيالٍ ألوَى بِصبرِيَ فِيها
سِحرُ عَينَيكَ ظَالماً والشَّمولُ
حينَ أشكو، فلا تَرِقُّ، وأرجو
كَ فَتَأبى، وحُكمُكَ المقبولُ
ما ثَنَاني الوَجهُ العَبُوسُ، ولا الجو
رُ تَنَاهَى، ولا الصُّدوف الطَّويلُ
عادةٌ للوَفاءِ وَثَّقَها الحُبُّ
وَعَارٌ مِن الوَفِيِّ النُّكُولُ
هَبْةُ ثَأراً طَلبتَهُ بِتَجَنٍ
أتعيا بما فعلتُ الحُلولُ؟
أم تراهُ المَلالُ يَصطنِعُ الأسـ
ـبابَ ضِيقاً بِحبِّنا يا مَلولُ
ما أبالي وقد تَخَونتَ عَهدِي
أتَطُولُ الحياةُ، أم لا تطولُ
أنتَ عندي جَمالُها، ومَعَانيـ
ـها فإن رُحتَ فالحياةُ فُضولُ
أنتَ دنيايَ، حُسنُها، وَسَناها
وَرُؤَاها، وَزَهرُها المَطلُولُ
كيف عادت باللهِ مَيدانَ حَربٍ
خَلَفَ الشَّدوَ زَأرُها والصَّهيلُ
كلَّما رُمتها على وَقدَةِ الشَّو
قِ حَمَاها قُطوبُها والصَّليلُ
لا بِما هَالَني عَليها تَراجَعـ
ـتُ ولكن بما أراد المَطولُ (4)
إن دَعَتنِي بِسابِقِ العَهدِ والحُـ
ـب ثَنَاني أني الغَريب الدَّخيلُ
عَلَّها آثرَت طريقاً مِن الوُدِّ
فَمَالَت أو اطَّبَاها بَديلُ (5)
إن يَكن شاقَها البَدِيلُ فَمَالِي
مِن بديلِ ولا لِوُدِّي عَدِيلُ
فأنا حِصنُها الحَصينُ ومُرتَا
دُ هَواها، وسَيفُها المَسلُولُ
قَد تَعَتَّبتُ، يَعلَمُ اللهُ، والوَا
جِبُ، والحُبُّ، والوَفاءُ، الجَميلُ
وَتَلوَّمتُ، والتَّلَوُّمُ ضَنٌّ
بِهَوًى في الفؤادِ مِنهُ غَليلُ
فإذا أسعَفَ الهَوَى فالتَّمَنِّي
وإذا أخلَفَ الرِّضَا فالقُفُولُ
ما يَضِيقُ العَزاءُ بالمُهجةِ الحَرَّ
ى ولم يَنُب دُونَ ماضٍ سَبيلُ
إنَّ صَبري بما يَؤودُ ضَليعٌ
وفُؤادِي بما أُريغُ كفيلُ (6)
وورائي مِن الهوى والمَوَدَّا
تِ شُكولٌ مَضَت، ودُوِني شُكولُ (7)
إنَّما يُعشَقُ الجَمال لمِعنَا
هُ وحُسنُ السِّماتِ ضَيفٌ عَجولُ
ولقد يُخلِفُ الكريمُ على الخِصـ
ـبِ وَيُوفي على النُّضوبِ البَخيلُ
وعلى مَسرَحِ الحَياة جَموحٌ
يَرقُبُ الحبُّ حُسنها ويُنيلُ
تَطَّبِينَا بما تَصوغُ مَعَانِيـ
ـهِ جَمالاً يَسبِي النُّهَى وَتَهُولُ (8)
وَقليلُ الهَوى الكريمِ كَثيرٌ
وكثير الهَوَى الشَّحيحِ قَليلُ
رُبَّما استَصغَرَ القَوِيُّ، على مَسـ
ـعَاهُ، ما يَبلُغُ الهِزَبرُ الصَّؤولُ (9)
وتمنّى الهَجينُ، في زحمة الأقـ
ـدَامِ، شيئاً مِمّا تُصيبُ الفُحولُ
ما تخوَّفتُ قبلَها الأينَ، والوحَـ
ـشَةَ، والسُّهدَ، إن دعاني الرَّحيلُ (10)
فالسُّرى دَأبُ هِمَّتِي أتلَقَّى النَّأ
يَ كَرّاً، كما تَكُرُّ السُّيولُ
وَرَفِيقِي رَأيي، ونَفسِي أنِيسي
وَسِلاحي قَلبي، وَعَيني الدَّليلُ
وحبيبي لا مَن هَجَرتُ على البخـ
ـلِ ولكنَّهُ الوَفِيُّ البَذُولُ
كلَّما هَزَّني إليهِ حَنِيني
رَدَّني عَنهُ، قُربُهُ المَمطولُ
لا طَوينَا على الهَوانِ نفوساً
لحِبيب، وَلَو بَرانَا النُّحولُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :431  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج