زادَته في الحبِّ عُقبى أمرِهِ رَهَقا |
عانٍ بِجَنبِيَ يَهفو ثائراً قلقا
(1)
|
يَظَلُّ إن ذكر الماضي وَفِتْنَتَه |
غَصَّانَ راحَتُهُ أن يلفظ الرَّمقا
(2)
|
تُحْيي خيالاتُ ماضيهِ له صوراً |
ماتت وخلَّفَتِ الآلامَ والحُرَقا |
ورُبَّ ذِكرَى أذاقَت نفسَ باعِثِها |
وَيْلاً يُزَلزِلُ عزمَ الجَلد والخُلُقا |
يا قلبُ غرَّك من ماضيكَ رَونَقُه |
وأنَّ حظَّك فيه كان مُؤتَلِقا |
وأنَّ مسرحَ لذَّات الهوى شَرَعٌ |
حَوَى الحياةَ مدىً ضمَّ الهوى أُفقا |
وأنَّ جَدولَكَ السَّلسالَ مطَّرِدٌ |
على حفافَيْه ينمو الزَّهرُ متَّسقا
(3)
|
يلقاكَ بالوردِ طَلْقاً من مَناهِلِه |
وبالمفاتن يَسبِي سِحْرها الحَدَقا |
رَفَّتْ عليه مَعاني الحُسنِ سافرةً |
فاقَت بما ذاب من ألوانها الشَّفقا |
وأنَّ مِحرابَكَ القدسيَّ كنتَ به |
العابدَ الفَردَ يَحْبوكَ الرِّضا غَدَقا |
تُقيمُ فيه فُروضَ الحُبِّ خاشعةً |
ألقى عليها الهوى من صِدقِه ألَقا |
فاليومَ نُوزِعْتَ في مثواك حُرمَتَه |
وعُدْتَ تَشهدُ من روَّاده فِرَقا |
وزاحَمَتْك على أركانه مُهَجٌ |
إرادة الحبِّ فيها تشبهُ المَلَقا
(4)
|
والماءُ؟ لا ماءَ يا قلبي فَمُتْ ظَمأً |
وَدَعْ مدنِّسَه يَهْلِكْ به شَرِقا
(5)
|
* * * |