| أهواكَ تَمنَحني الرِّضَا، أو تَبخَلُ |
| أنا في هَواكَ، القانِتُ المُتَبَتِّلُ
(1)
|
| طلَّقتُ أسبابَ الحياةِ وَعِفْتُها |
| حتَّى استَباني وَجهُكَ المُتَهلِّلُ
(2)
|
| وظمِئتُ لا تَروِي المباهجُ مُهجَتي |
| حتَّى بَدَا من ناظِرَيْكَ المَنهلُ |
| فَنَسيتُ آلامَ الحياةِ وَبَرْحَها |
| وغَدَوْتُ لا أشكو ولا أتملمَلُ
(3)
|
| نَشوانَ ريَّانَ المطالبِ فائضاً |
| أمَلاً، وأنتَ المُنعِمُ المُتَفَضِّلُ |
| يا جَنَّةً، فاضَت مفاتِنُ حُسْنِها |
| هِيَ لِلْخلودِ مِثَالُه المُتَخَيَّلُ |
| رَفَّتْ معاني الحُسن واحتَشَدت بها |
| وَشَدا الهَزَارُ بها وغَنَّى البُلبلُ |
| وتعانَقَت فيها الغُصون رواقِصاً |
| جَذَلاً يُعَبِّرُ عن هَواها الجَدولُ |
| وَجَلا الخيالَ بها رَوائعُ حُسْنِهِ |
| أخَّاذةً، بفتونِها تَتَسَلْسَلُ |
| وَسَرَت بها النَّسَماتُ عاطِرةَ الشَّذَا |
| الزَّهْرُ يَحسدُ طِيبَها والمَنْدَلُ
(4)
|
| حَرَمي الأمينُ بها ومأوى وَحْدَتي |
| وَمَلاذُ آمالي، ونِعْمَ المَوْئِلُ |
| الشَّمسُ فيها، ما يَغيبُ شُعاعُها |
| والبَدرُ، فيها، مُشرِقٌ ما يَأفُلُ |
| تَحْنُو عَلَيَّ، وَفِيَّةً وتُنِيلُنِي |
| ما ليس لي من بَعدِهِ مُتَعَلَّلُ |
| أنا منكَ في دُنيا نَعيمٍ خالدٍ |
| تَفْنَى الرَّغائبُ، وَهْوَ لا يَتَبَدَّلُ |
| هيهات يَسْلبُني الزَّمانُ سعادتي |
| في ظِلِّها، أو يَستَبيني مَأمَلُ |
| والحُبُّ، إنْ صَدَقَ الوَفاءُ، سعَادةٌ |
| يَعْنُو الزَّمانُ لما تُريدُ وَتكفُلُ |
| * * * |