جَمالٌ، ولكنْ لا أراهُ يُثيبُ |
وَوَصْلٌ، ولكنْ لا أراهُ يَطيبُ
(1)
|
هما ظُلمةُ الماضي انجَلَت وتقشَّعَت |
ولو أنَّ جُرحاً، خلَّفَتْه خَصيبُ |
تألَّفني الدَّاعي إليها بِحُزنها |
ألا إنَّ حزن الجانياتِ عَجيبُ |
وهل بينَنَا من سالفِ الوِّدِّ موقِفٌ |
نَلوذُ به في يومِنا، ونَثُوبُ
(2)
|
ونحنُ، على قُرب الدِّيار وبُعْدِها |
غريبٌ، نَأتْ أحلامُه، وغَريبُ |
فيا صورة الماضي البغيض، تَراجَعي |
إلى حيثُ يُدْعَى آثِمٌ فيُجِيبُ |
ذكرتُ بكِ الأيامَ سُوداً تلُفُّني |
وَمِلْءَ دَمي مِمَّا أُسِرُّ لهيبُ |
وما أثقَلَ السَّاعاتِ في نَفْرَةِ الكَرَى |
يَرُوح بها سَاري الرُّؤَى وَيَؤُوبُ
(3)
|
قُبورٌ وأجسادٌ تَجَنَّبَها الرَّدَى |
تُوَلْوِلُ في جُنحِ الدُّجى وتَلُوبُ
(4)
|
فينتَصِبُ الماضي لِعَيْنَيَّ بُؤْرَةً |
من الرَّجسِ تَبدو، تارةً، وتَغيبُ |
أراكِ بها كأساً تطوفُ مَطافَها |
وليس لها في الشَّاربينَ مُثِيبُ
(5)
|
مَدَارُكِ فيها يا ابنَةَ الإثمِ ضَيِّقٌ |
ولكنَّه للواغِلينَ رَحيبُ |
وما هوَ إلا مَأْزِقُ الضَّنْكِ والأسى |
وعُقباه يَأسٌ قاتلٌ ولُغوبُ |
* * * |
أضَعْتَ على فجرِ الشَّباب هِدايةً |
فما أنتِ منها والمَشيبُ غروب |
* * * |