بعدَ صَفوِ الهَوى وطِيبِ الوِفاقِ |
عَزَّ حتَّى السَّلامُ عندَ التَّلاقي
(2)
|
يا مُعافًى من داءِ قلبي وحُزني |
وَسَليماً من حُرقتي واشتياقي! |
هل تَمَثَّلْتَ ثورةَ اليأس في وَجْـ |
ـهي وَهَوْلَ الشَّقاءِ في إطراقي؟ |
أيُّ سهمٍ بهِ اختَرَقْتَ فُؤادي |
حِينَ سَدَّدتها إلى أعماقي؟ |
مُسرعاً في المَسِيرِ، تَنْتَهِبُ الخَطْـ |
ـو، فَهَل كنتَ مشفِقاً من لحَاقِي؟ |
إذْ تهاديتَ مُبْدِلاً نظرةَ العَطـ |
ـفِ بأُخرى قَليلةِ الإشفاقِ |
وتَهيَّأتَ للسَّلامِ، ولم تَفْـ |
ـعَلْ، فأغرَيْتَ بي فُضولَ رِفاقي |
هَبْكَ أهملتَ واجبي، صَلَفاً مِنْـ |
ـك، فما ذَنْبُ واجب الأخلاق؟
(3)
|
كنت بالأمس مسعدى تغير |
ت كثيراً، فهل سئمت المتلاقي؟ |
واعترى قلبَك المَلالُ، فأعرضْـ |
ـتَ، فَهَلاَّ انتظرتَ يومَ الفراق؟ |
لا أُداجيك، فالكرامةُ معنًى |
يَتَجلَّى في صحَّةِ الميثاق
(4)
|
قد يُطاقُ الصُّدودُ، يوجبُهُ الذَّنْـ |
ـبُ، وَصَدُّ المَلالِ غيرُ مُطاقِ |
سَطوةُ الحُسنِ حَلَّلتْ لك ما كا |
نَ حَراماً، فافتَنَّ في إرهاقي |
أنتَ حُرٌّ، والحُسنُ لا يعرِفُ القيـ |
ـدَ، فصادر حريّتي وانطلاقي |
لم يكن باليسير صبري على عسْـ |
فـِكَ لو أنني طَليقُ الوِثاق
(5)
|
* * * |