أخا "بلكم" ماذا ادخرتَ لبلكم |
سوى نزواتِ الساخطِ المتبرم |
مضى بالمُنى قومٌ لديه، وبالهوى |
وبؤتَ بحظِ القانعِ المتفحمِ |
هناك: وراءَ السترِ يضطلعُ المهى |
بأعبائِها من كُلّ بِكْرِ وأيّمِ |
فهلْ ركزت يمناكَ قائم خافق |
على أرضِها، أو أطلقت قيد لهذم |
إذا ناهدٌ لاقتك، مالتْ بوجهها |
إلى... من ما اقتيد قط بمخطم |
ولا رامهَا بالشعرِ فالشعرُ سلعةٌ |
يطوفُ بها مَنْ لا يؤوب بمغنم |
ولا قال إن دارتْ رحَى... وانتحىَ |
لداعيهِ: أني مُسلمٌ أي مسلم |
تَضَيْغَمْتَ بينَ الشاءِ. للتيسِ عندها |
أحب وأجْدى مِن قوى ألف ضيغم |
إذا ما كفاكَ العجزُ وزراً حُرْمتَه |
فما أنتَ عندي بالفَتى المتذممِ |
أحظك من جدوى حبيب معمم |
كحظِك من تنويلِ ظبي مُلثم |
وهل خالدٌ إلا رواءُ مخيلةِ |
تبلّ غليلَ المستهامِ المهوم |
تقولُ وقد عالجتَ بالشعرِ أمرَه |
أثم هَوى لا يستجيبُ لمأثم |
مضَى وانقضَى عهدُ القريض وكَرّهُ |
فَمَنْ للفتى مِن كُلِّ بيتِ بدرهم |
أمطلعٌ يوم عليك بِوَصْلِهِ |
إذا كنتَ تلقاهُ بصفحةِ معدم |
وَهَبْهُ على ما خلته حسما تطرحت |
به شهوةٌ هامتْ بكل مُحرم |
فشطراهُ شطرٌ للخَنى والتذاذه |
وشطرٌ للهوِ العينِ والسمعِ والفمِ |
فما يُرتَجى مِن ذي عروقٍ متعتع |
متى صَال مرهوب الصِيال بأدهمِ |
أيغدو فقيه آثرَ الإثم فقهه |
كغيان مروي الكبائر مقحمِ |
مضَى الناسُ بالدنيا فعشْ أنت للمُنى |
وللشبقِ اللاظِي، وحللْ وحرِّمِ |
فما صدُّ تيار الحياة معطلٌ |
لقانونها في اللحم والفكر والدمِ |
وفيمَ ادعاء الزهد للعجزِ حجة |
يروحُ بها المضعوفُ غيرُ مُذَممِ |
لك الويلُ لم تسلمْ مقادة مغنم |
ولا دانَ صعبٌ في الحياة لمحجمِ |
هل العيشُ إلا نهبةٌ إن حُرِمْتهَا |
غدوْت بسهمِ الرازحِ المتهضمِ |
فإن قالَ ضربٌ: أينَ سيفي وأَسهمي |
فقلْ مستطار أَينَ ثَوبي ومطعَمي |
تهافتَ جوعاً حينَ غيرك طاعمٌ |
أتعْبي سبوقا خَطوة المتجشمِ |
وما بعد ما أسلفتَ في الوزرِ توبة |
تقيم بها صرحَ التُّقى المتهدمِ |
لأشبع ما فارقت خمرِ حسوتَها |
على طربٍ، والكونُ يشرقُ بالدمِ |
فما أنتَ مني إن ظللتَ على التي |
تغاديك ذما بالحديثِ المرجمِ |
إذا لم ينلْكَ الخيرُ ما أنتَ طالبٌ |
فبادرْ إلى شرِ ولا تتلومِ |
أفي الحقِ أن يذوي الكريمُ على |
الأسى ويظفرُ بالإسعَادِ كُلُّ مثلمِ |
هو العيشُ لا سالي هواه بمؤثر |
عَفافا، ولا عاني هواه بمجرمِ |
كلا اثنيهما ظامٍ على اليأس والرجا |
تساوَى مشيح فاض يأسا بمغرمِ |