سيدتي |
ما زال بيتنا الكبير مُغلقا |
مسمر الأبوابْ |
يعسكر الظلامُ حولَ سوره |
ويزحفُ الترابْ |
وينصب الصمتُ على دروبهِ |
ولم تَعُدْ مواقدُ النارِ به |
تطارح الشتاء |
أغنية الولاء |
في مجالسِ السمرْ |
وصوحتْ زهورُه |
وهاجرتْ طيورُه |
منذ قضَى غديرُه |
مِن ظمأ -أو انتحرْ |
وأعلنتْ نجومهْ |
حدادَها على القمرْ |
وصممت مسابح الخيلْ |
فلا تهتف الفرسانْ |
وماتتِ الأعياد والأفراحْ |
في مسابحِ الوديانْ |
فلا أهازيجَ هوى |
تغازلُ الصباحْ |
ولا ظِباءَ ترتشفُ الأقاحْ |
ولا خيامَ تخطبُ الضيوفْ |
وتوقدُ النيرانَ للقِرى |
وتضرِبُ الدفوف |
وأمسكتْ عجائزُ الخدورْ |
فما تعيدُ قَصَصَ العنقاءِ والنسورْ |
وقَصَصَ الأبطالْ |
في مواقفِ النزالِ والفحولةْ |
لِيفرَح الصبيانْ |
ويحلمَ الفتيانُ بالبطولة |
وأطبقَ الدُّجى |
بصمتِه الرهيبِ كالعدمْ |
على تراثِ بيتنا الكبيرْ |
في السفوحِ والقِممْ |
وانطوتِ الأعلامْ |
أعلامنا التي |
تحدتِ الفضاءَ مِن قِدَمْ |
فلا يرف في صباحِ الحي |
أو مسائِه عَلَمْ |
وانطمستْ مرابعُ الجمالِ والكرمْ |
ونضبتْ منابعُ الخيالْ |
والنضال.. والشممْ |
سيدتي |
يا نجمةَ الفجرِ الجميلْ |
في نضالِنا الطويلْ |
يا رمزَ ماضيِنا الحفيلْ |
في مغارسِ النخيلْ |
تألقّي في بيتِنا الكبيرْ |
بسمة.. نستقبل الأحرارْ |
وارسلي من بيتكِ الصغيرْ |
شعلةَ الإصرارْ |
وهللي لجندك الهاتفِ |
للفداءِ |
واقتحمي بهِ الوعورْ |
والقِفارْ |
خافق اللواء |
فإن بيتنا الكبيرْ |
-مشرقُ الضياء- |
يرقبُ الضياء |
وإن بيتنا الكبيرْ |
موعدُ اللقاءْ |