هذا الشيخُ المتواري |
في الظلمةِ |
خلفَ الأسوارْ |
ملطخة بدم الأحرارْ |
جاسوسٌ يُخْفِي |
تحتَ قناعِ الزيفْ |
ودعوى الوطنية |
والحرية |
تاريخَ العارْ |
يبدو للناسِ نهارا |
من أبطالِ الفكرة والمبدأ |
شِعرا وشِعارا |
فإذا ما زحف الليلُ |
تقدَّم يفضي بالأسرارْ |
ويسمِّي روادَ الحرية |
مَنْ حملوا رايتهِ الوضاءة |
واحتملوا التشريدَ |
وخاضوا معركة الإصرارْ |
ثوارا وعصاة |
وجناة يأتمرون بمولاه القهارْ |
الراهب كل مطيع جنته في دنياه |
دنيا الخِسّة |
فاضت بالأوزارْ |
ويَدُلُّ عليهم حيثُ مضوا |
يشقونَ جهادا |
كي ينشق ظلام الليل |
عنِ الأنوارْ |
* * * |
هذا المأجورُ الفاجرْ |
والوغدُ المتآمرْ |
ضدَ الكلمة |
ضدَ كفاحِ رجالِ الكلمة |
ضدَ نضالِ الثوارْ |
جاسوسٌ غادرْ |
يتنكر بثياب أديبٍ شاعرْ |
ويطوف ويلقَى الناسَ |
ويخدعهم |
بتقى الأبرارْ |
ويطيح الصفُّ وراءَ الصفْ |
قوى تُبنى.. ومُنَى تنهارْ |
وتدورُ رحى الإرهابْ |
وتمضي الخيل مخلاة الأرسانْ |
وقد سقط الفرسانْ |
ضحايا كالأرواح يخربها الإعصارْ |
من أينَ تهب رياح الغدرِ |
وكيف تدب النار؟ |
وكيف يفوت النصرْ |
وكيف يذيع السرْ |
أُحيط بألفِ ستارْ |
مِن هذا القبرِ المهجورْ |
تنسابُ الفتنةُ كيدا خوّانا |
يتغلغلُ في الأغوارْ |
من هذا الجاسوسْ |
جور... ديوثٌ حقيرُ |
النفسِ بِحاضرهِ وبماضِيه |
في ما يبديهِ ويخفيهِ |
صباحا ومساء |
منه... فمه العفن المتلطخ بالأقذارْ |
تنساب الفتنةُ كيداً خوانا |
للدارِ وأهلِ الدارْ.. |