الجبالُ التي يغلفها صمتُ المآسي حَتّامَ لا تتكلم؟ |
والنفوسُ التي يقتلها الطغيانُ صبراً إلاَمَ لا تتألم؟ |
والعقولُ التي ترى ثورة اليائسِ نَصْرًا له ألا تتقدم؟ |
إنها أمتي مجالا وأحياء، كلا اثنيهما بناءٌ مهدم |
والرماد الذي استحالت إليه..كان نارًا.. وثورة تتصرم |
* * * |
أين تاريخُ أمتي؟ أين ماضيها المدوي.. معاركا وملاحم؟ |
أين أمجادُها، وأبطالُها أين الضحايا بَنَتْ وشادتْ دعائم؟ |
أين هذَا التراثُ نورا.. وحرية فكر.. فَلّتْ جيوشَ المظالم؟ |
أين ذاكَ الإباءُ كبرا على الكبر وزحْفا على الطُّلى والجماجم؟ |
إنّ هذَا التراثَ لو كانَ أسطورةَ لهوٍ.. لشدّ منا العزائم |
* * * |
فإذا كانَ -وهو ما زال- إيمانَ نفوسٍ ترجو وتخشى الله |
فهوَ أقْوى دوافع النهضةِ الغراء فِكرا.. وعزمة.. واتجاها |
فِيمَ نلقى الردى مصيرا ونخْشاه خلاصا من ذلةٍ نَأْبَاها؟ |