شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا ليلُ ما ذِكْرَاك؟!!
يا ليلُ ما ذكراكْ
للهاجرِ النّاسي
طالتْ به بلواكْ
وما وَفَىَ القَاسي
بُح مُعلناً شَكواكْ
واهربْ إلى الكاسِ
واسْخرْ بما أشقاكْ
مِن صُحبةِ الناسِ
الصبرُ هل أعْفَاكْ
مِن وَقْدةِ الياس؟
والسهدُ هل عزاكْ
في صمتِك الآسي؟
كم تنطوِي الأحزانْ
في قلبك المصهورْ
وتلتظي النيرانْ
في كهفِكَ المسجورْ
ويعصِفُ الحرمانْ
بصبرك المقهورْ
قد برح الكتمانْ
بسركَ المهدورْ
فاصدعْ بِبِنتِ الحَانْ
ومزّقِ الديجورْ
وفجِّرِ الألحانْ
مِن يأسكِ المأثورْ
يا ليلُ ما ماضيكْ
إن ساءَ أو سرّا
إلا أسىً يطويكْ
في جاحم الذكرى
أو صورةٌ يشقيكْ
منها هَوَى مرا
تاللهِ ما يعنيكْ
من طائرِ فرا؟
إن رمتَ ما يسليكْ
فعَاقرِ الخمْرا
وارْقبْ صياحَ الديكْ
واستقبلِ الفجْرا
يا ليل كم تبقى
مكبل الأفكارْ
الذل قَدْ أبْقى
فِينا عَصا التيّار
إني أرى بَرْقا
وراءَه التيارْ
يستهدفُ الشرقَا
والمجدُ للأحرارْ
أنحن في الغَرْقَى
إنْ حانَ يومُ الثّار؟
يا ليلُ ما الأسرارْ
مادتْ بطاويها
إلا دبيبُ النارِ
في قلبِ صاليها
فاهرعْ إلى الخمّارْ
وانشرْ حواشيها
وَدَعْ لسانَ الجارْ
للناسِ يرويِها
واترك لأهلِ الدارْ
نجْوى معانِيها
ما يعرِفُ الجبارْ
في الحقِّ تَمْويها
ما لذتُ بالنهرِ
إلا ليرْوِيني
فهالَه أمْري
فراحَ يَلْويني
يا مؤثرَ الكِبْرِ
في مُرْتَجَى اللينِ
هل أنتَ مِن تبرٍ
والناسُ من طين؟
أشبهت يا عمري
حصيد طاحونِ
أو زورقاً يجري
فغاصَ في الطينِ
غداً مع الإصباحْ
معرّض الصدر
يُساجل الأرواحْ
نشيده السّحري
لاهٍ بما قد راحْ
عنِ الذي يجرِي
أخالسته الراحْ
مدارك الفكر؟!
هل اتّقَى الملاحْ
خديعةَ البحرِ!
دعوتُ للإصلاحْ
فهالهم أمْري
يا ليلُ ما المعلومْ
إلا صدىَ المجهولْ
قد شنّها المفهومْ
حرباً على المعقولْ
أيُسْعدُ المحرومْ
بالوعدِ والتأميلْ!
أو يُهدأُ المظلومْ
بالصبرِ والتعليلْ!
هيهات فالمعدومْ
يرادف الممطولْ
ما في نعيقِ البومْ
من رقةِ التهليلْ
قُلْ للذي أبْلَى
دنياهُ بالآثامْ
مَا تَابَ منْ صلّى
ولاعَنَا مَنْ صَامْ
لمّا رأى المحلا
وجفوةَ الأيامْ
لن تخدعَ المولى
يا مدّعي الإسلامْ
هل يرتضِي العدلا
مِنّا ذوو الإجرامْ
يا أمتي مَهْلا
قد تنصفُ الأيامْ
قالوا الدُّجَى يختانْ
أمانةَ الصبحِ
كم يصنع الشيطانْ
بالفاضلِ السمحِ
هل اشتفى لقمانْ
بالوعظِ والنصحِ
الشرُّ والإنسانْ
مُوحٍ ومُسْتَوْحِ
أتصبحُ الحيتانْ
يوماً على صُلحِ؟
أو يغفلُ الطحَّانْ
عن حَبّةِ القمحِ!
يا بُلبُلي الهيمانْ
ما أنتَ والإنشادْ
لم يبقَ للأوطانْ
من فرحةِ الأعيادْ
إلا رؤى ايمانْ
ظلالُها الأورادْ
ذاعتْ لنا ألحانْ
عن سالف الأمجادْ
فَنَعِمَتِ الأكفانْ
نَلْقَى بها الجلاد
هل يرفقُ السجانْ
بهذهِ الأجسادْ
عجبتُ للأقدارْ
تَرْمي مراميها
عَدَتْ على الأحرارْ
كُبرى عواديِها
كانت لنا أوطارْ
ماتتْ دواعيها
لهفِي على الثوارْ
خابتْ مساعيها
هل قالتِ الأثمارْ
شيئاً لِجانيها
يا قاتل الأفكارْ
أراك تحييها
الربحُ في الغفرانْ
حلاوةُ الصفحِ
ولذةُ الوجدانْ
مثوبةُ المنحِ
ما أجدرَ الشجعانْ
بخالدِ المدحِ
قد ضقتُ بالبهتانْ
في المدحِ والقَدحِ
مَنْ ألزمَ الشبعانْ
حرارةَ الكدحِ
أعوذُ بالفرقانْ
من غِيلة الشُّحِ
الشعرُ هل يشفِي
مواجعَ الوجدانْ
والقولُ هل يطفِي
حرارةَ الظمآنْ
والصبرُ هل يخفِي
سريرةَ الولهانْ
والدمعُ هل يكفي
في محنةِ الأوطانْ
هل نؤتَ يا طرفي
بنظرةِ الإذعانْ
الليلُ والوعْثاء
قد أبعدا المسرى
إن ماد بي الإعياء
فلألتمسْ عُذرا
تلامعتْ أسماء
لمّا اختفتْ أخرى
فما كَفتْنَا الداء
بل زادَ واسْتشْرى
يا ظبيتي العفْراء
تلفّتي ذُعرا
قد تُحْدِثُ الأرزاء
في أمةٍ أمْرا
تعودت ألبابْ
تنقص الدّهماء
يا ليلُ ما الأحسابْ
والكُلُّ مِن حَوّاء
الفأسُ يا حطابْ
والغابُ في الرمضاء
أخذتُ بالأسبابْ
فهل شفيت الداء؟
قال الفتى الوثابْ
أخفقْت بالإبطاء
وا رحمة للنابْ
من أختِها الوجْناء
جَرى بنا يا ليلْ
شراعُنا البالي
فإن لقينا الويلْ
فلْيَسْلمِ التّالي
يا ليلُ فاضَ الكيلْ
في حيّنا الغالي
وقد دهاه السيلْ
في النفسِ والمالِ
ألا اركبي يا خيلْ
للمطلبِ العالي
فالشوطُ مسرى ليلْ
في ملعبٍ خالِ
شَدَتْ بأشعاري
ليْلَى تُغنيها
متى أرى السارِي
لليلِ يرْويها
يا ساكني الدار
بالدمع أبكيها
ما حال أزهاري
مِن بعد راويها
بعثت أفكاري
فمن يحييها؟
لَمْ أرع أثْماري
إلا لأجْنيها
الأرضُ والإنسانْ
دود على عودِ
قد حاقتِ الأدرانْ
بكوننا المودي
لما ارتدى الإيمانْ
أسمال مطرودِ
وحُورب الديانْ
في البيضِ والسودِ
يا محنةَ الطوفانْ
عودي ألا عودي
ولا اهتَدَى الرُّبانْ
يَوْماً إلى الجُودي
قالوا لنا استسْقُوا
فاستحكمَ المحلُ
أودى بنا الرِّقُ
والجورُ والجهلُ
وسادنَا الفسقُ
فاسْتنكر النبلُ
لا كنتَ يا حقُ
وتُهْتَ يا عدلُ
إن عزّك السبقُ
أو ظل لا يعلو
حتّى متى يزقو
فرخٌ ولا يغلو
يا طيبَ آمالي
للموطنِ الغالي
ما خير أقوالي
في شَرّ أفعالي
أقولُ للتالي
مآثرَ الآلِ
المالُ أروى لي
مِن خدعةِ الآلِ
الخمرُ في كأسي
مجرةٌ صُغْرى
والفكرُ في رأسي
يواكبُ الشِّعرى
ولم تزلْ نفسي
تسْتَشْعِرُ الأسرا
يهيبُ بي حدسي
تَرَقّبِ الفجْرا
والواقع المؤسي
قد فاضَ بي سخرا
ما أنت يا عنسي
مِن غايتي الكبرى
الصُّلبُ لمَّا لاَنْ
للكِير والسندانْ
ما هانَ لما دانْ
فهكذا الأوطانْ
لا تُفقد الإيمانْ
بالصبر والإذعانْ
للعسف والطغيانْ
تظل كالبنيانْ
سليمةَ الأركانْ
حتى إذا ما حَانْ
لوثبها الإمكانْ
دكّتْ قوى العدوانْ
يا سائلَ الآثارْ
ماذا تَرى فيها
هل رَدّتِ الأحجارْ
صدَى مُناديها
طاحَ الأسى بالدارْ
من بِعد حاميها
وروّع الإعصارْ
قلوبَ أهليها
ولم تعف النارْ
عن ذخر ماضيها
الجارُ يَرعى الجارْ
دعوى وتمويها
وغمرة التيارْ
كم انطوى فيها
قد حِرْتُ في الأخبارْ
وَفِي معانيها
أقصةُ الأخيارْ
مِن وضعِ راويها!
يا منطقَ الأوتارْ
ألهبتني.. إيها
وهجت للأحرارْ
ذكرى مآسيها
الليلُ قد ولّى
فهل نرى الصبحا
والعبدُ للمولى
تجشّم الكدْحا
سِيمَ الفتى ذُلاّ
فآثر الصّفْحا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :891  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.