شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ك - م
أعوذُ مِن مُنتهاها بالحواميمِ
دُجُنّةٌ أخرستْ مستوحشَ البُوم
أخوضُها بَحْرَ هَمٍّ لا شواطئه
تدنُو ولا سُنَني فيها بمعلوم
أَعيا بها العقل أن يفضِي إلى أملٍ
من السلامةِ يرجى غير مثلوم
وما نجاة معرى من كرامتِه
وما حياةُ امرئ بالعارِ موصوم
ذكّرتُ قومي بماضِيهم فما نطقتْ
إلاّ العيونُ بإذعانٍ وتسليم
يا لَلْسَوامِ بمرعاها تفيضُ رِضىً
والموتُ يأخذُ منها بالحلاقِيم
* * *
يا ناشدَ الثأرِ لُذْ بالصمتِ مُحْتَسباً
فما يجيبُك أنفٌ غيرُ مخطومِ
وابْكِ الرجولةَ في بدوٍ وحاضرةٍ
رِيضَتْ بِرزقٍ على الإذلالِ مقسومِ
حُمّ القضاءُ فقرّتْ كلُّ ثائرةٍ
على الهوانِ بسحرِ الكافِ والميمِ
ورثّ عهدك بالرهط الذي انتهبتْ
أطماعُه حَقَّ مظلومِ ومحرومِ
واستنزل العصم من أبراجها جشعٌ
غدتْ بهِ رهنَ تقييدِ وتكميمِ
فما يلامُ بغاثُ الطيرِ إنْ جنحتْ
لِحَظِّها بينَ إقطاعٍ وتقسيمِ
* * *
يا مرسلَ القولِ زُلفى هُنّ واردها
ما أنتَ من أفقِي السامِي وتدويمي
إن لُذت بالصمتِ مغلوباً على ترةٍ
يلوبُ في حرّها صَحْوِي وتهويمي
فلم تَنَلْ رَهبة الأحداثِ من قلمي
ولا تطامنَ للإرهابِ قيدومي
وإنّما عزفَ اللاهونَ عَنْ كَلِمي
إلى شقاشقَ منثورٍ ومنظوم
فَصُنْتُ قدري عن تهريجِ مرتزقٍ
يمضِي بقدر على ما نالَ مهضومُ
كذاكَ يُمْتَحَنُ الأحرارُ في وطنٍ
يُقَسّمُ الرزقُ فيه بالملاليمِ
* * *
قالوا: تشاءمَ ذو عقلٍ فجُنّ أسىً
وما تشاءمَ إلاّ كلُّ مشؤوم
طالَ انتِظاري لشمسِ الحقِّ غاربةً
فهل أقولُ لها إن أشرقتْ: غِيمي؟
مُذ ماتَ داعِي العُلى في الحي واشتغلتْ
فيه النفوسُ بمركوبٍ ومطعومِ
أغرقتُ هَمّي في كأسِي هوىً وطلىً
فما أهيبُ بها إن أثقلتْ: عومي
وها أنَا بينَ جنحَيّ ظلمة وأسىً
أسري بجرحٍ على الآلام ملموم
إني وما اخترتُ من صبرٍ وفلسفةٍ
ظامٍ تبدل من ري بيَحْمُوم
أمعنتُ في السخرِ من قومي ومِن وطني
ولستُ أكثرَ في الحاليْنِ من مُومي
فما وَعَى مِن مُرادي غير ظاهره
ذوو النُّهى واختلفْنا في المفاهيمِ
* * *
قيلَ المسالكُ شَتّى فانبريت إلى
مجراك يا نيلُ أرجو طيب الخيم
فلم أجدْ فيك ورداً لا يعكره
سطوُ الكواسرِ أو سُمُّ الأراقيمِ
ملأت سمعي دعوى نجدة وتُقىً
وما أرى فيك إلاّ كُلَّ منهومِ
ما للغريبِ على شطيْكَ ملتمسٌ
إلاّ السلامة مِن ذئبٍ ومن رِيم
لسانُ حالِك في مَسْراك مُنطلقاً
إلى الفجيعةِ في أبنائِك الهِيم
علامَ أرحمُ ذا ضيقٍ بمحنتِه
ولستُ في زحمةِ الدنيا بمرْحُومِ
* * *
أرى الفضائلَ عبرَ الأُفقِ طائرةً
وما أراهَا استقرتْ في الأقاليمِ
قوّمتُ نفسي بأخلاقٍ سموتُ بها
فلم يصح بغيرِ المالِ تقويمي
وهمت بالمُثل العُليا وثيق هوى
فرُحتُ منها بداءَ غير محسوم
رامَ الأمانَة ذو مال ففاز بها
وعاشَ ذو العقلِ فينا غيرَ مأموم
وراحَ بالغُنم من دُنياه معتسفٌ
لم يضطربْ بينَ تحليلٍ وتحريمِ
يا ساريَ الليلِ قد أوْهى مطيته
خف أن تصيح بها لو هومت هيمي
فما وُلوجُك درباً غَمّ مَسلَكُه
ليسَ التهدّي على حالٍ بمذموم
سِرِ الهويْنى إلى نهجٍ تلمّ به
وعد وسعك عن عدو الأظاليم
فربما جاوزَ العجلان مطلبه
فراحَ بالسُّخْر من لغوٍ وتأثيم
* * *
مَضَى بنا الزمنُ الواني لغايتِه
في منهجٍ من خَفايا الغيبِ مرسوم
وما لنَا من خِيارٍ غيرِ سانحةٍ
من المُنى بينَ تأخيرٍ وتقديم
وراءَ كُلِّ مريدٍ من عزائمهِ
دوافعُ لم تذرْه غير محكوم
سبحانَ خالق هَذا الكونِ مِن عدمٍ
يجري إلى عدمٍ في الغيبِ محْتوم
لا يعلمُ الحي من مسعاه غايته
والعلمُ ليس بِمُجْدٍ في الخَواتيمِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :539  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج