شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدّرْبُ القَدِيمْ
مرحَى بواكيرَ البناتِ
وهلاً رعيلَ الثائراتِ
مَرْحَى مفاتيحَ الرجَا
ء ومرحباً بالرائداتِ
مَرْحَى حفيداتِ الفوا
طمِ في الغمارِ مكبراتِ
وطليعَة الزحفِ السعيـ
ـدِ، بيومهِ زحف الحماةِ
أشرقتَ يا يومَ (الذين)
على هُدى يومِ (اللواتي)
الكاتباتِ، الشاعرا
تِ العالماتِ، العاملاتِ
الواثباتِ على الظلا
مِ على الجمودِ، على السباتِ
المدلفاتِ، الظامئا
تِ لخوضِ معركةِ الحياة
الناكراتِ على الضلا
لِ ثواءه بحمى الهداة
الداعياتِ إلى النّضا
لِ ودكِّ أسوارِ الطُغاة
المؤمناتِ بِسَهْمِهن
الحق، في حرب الغلاة
الساهداتِ بشوقِهنّ
إلى مصيرِ الخالدات
الحالماتِ بمجدِ مكةَ
في الليالي الحالِكات
الطاوياتِ على السكو
نِ خوالجَ المتمردات
ينسجنَ ألويةَ الكفا
حِ به، وأردية الرماة
ويصِغْنَ أبنيةَ النشيـ
ـدِ وقد أشرنَ إلى الحُداة
ويهبن بالعزماتِ في
فرسانِهنّ، وفي المشاة
الثأرُ! للوطنِ الممز
قِ تحتَ أقدامِ البُغاة
الثأرُ! فتكةُ ناقمٍ
يسمُ التسرُّع بالأناة
* * *
مَرْحَى بناتِ السافيا
تِ على الغضَى، والناسمات
مَرْحَى بناتِ هجيرنا
اللاّظي به قلبُ الغلاة
مَرْحَى بناتِ خدورِنا
وخيامِنا، والراسيات
مَرْحَى بناتِ المسجديـ
ـن وفاطر والذاريات
الحاملاتِ رسالةَ الإيما
نِ من ماضٍ لآت
* * *
كُنتنَ في حَلَكِ الجِها
د وضَنْكِه ضوءَ العدات
يبدو على أُطر الخيا
ل رؤى، منوّرة الشّيات
وعلى الحقولِ الظامئا
تِ أسىً، عصير الغادِيات
وعلى مُنى الآمال والأ
شواقِ حُوراً باسمَات
فإذا بكن صدى يعيدُ
لنا، أجلَّ الذكريَات
عن أمهاتِ المؤمنيـ
ـنَ المُنْجِبَاتِ، البانِيات
الكادِحاتِ السابقا
تِ القانتاتِ، الطاهِرات
يضْربن في لهبِ الصرا
عِ مفدّيات، فادِيات
ويَردْن أغوارَ الحَتو
فِ، مُصلّيات، صائِمات
ويُخَضْنَ أهوالَ الملا
حمِ، يستبقْنَ، مجاهِدات
ويُقِمْنَ معوجَّ الصّفـ
ـوفِ، فتلتظِي نارُ الثبات
ويرحنَ بالجرحى إلى
ظلِ الحنانِ، مُواسيات
ويفِئْنَ بالشهداءِ في
حَرِّ الأسى، مُتَجَلّدات
في اللَّهِ ما قدّمن من
فَرَطٍ، فما حزن النعاة
مثلٌ من الإيمانِ تنـ
ـبعُ من قلوبِ المسلمات
ومشارقٌ للنور تهـ
ـتفُ بالنفوسِ المظلمات
* * *
يا إرثَ خيرِ الأمها
تِ، يعودُ، في خيرِ البنات
لم تخبُ نارُك في العرو
قِ ولا ضياؤك في السمات
لا، لن تدينَ جذورك الخُضر
الخوَالد للمَمات
ستشقّ تربتك العَصِـ
ـية، في الصخورِ العاتيات
وسنرتوِي بدمِ الضّحَا
يَا فِي الأباطحِ، والسراة
* * *
لبيكَ إرثَ الأمها
تِ، بنهجهِنّ، مُهَلّلات
ها نحنُ في الدربِ القد
يمِ، عزائماً متساندات
وسَلاسِلاً، حلقاتُها
زندُ الفتى، ويدُ الفتاة
ها نحنُ في العهدِ الوثيـ
ـقِ بهن، من بعدِ الشتات
صَفّيْنِ في صفٍ يضـ
ـمُ البانياتِ إلى البناة
ها نحنُ نعتسفُ اللّظى
ونسدُّ مجرى العاصفات
ها نحنُ في يومِ (الحديـ
ـقةِ) وَارِدِينَ ووارداتْ
* * *
لبيك إرثَ الأمها
تِ ودعوةَ القدر المُواتي
أوليتنَا أقصى المُنى
ووهبتَنا أسْمى الهِبات
وشددتَ إزرَ الواتر
ينَ، من العِدى، بالواترات
ونفختَ في الصخرِ الأصمِ
فشبَ متَّقدَ الصفاة
فانجابَ ليلُ الحائريـ
ـنِ، عنِ القوى، متحررات
فاهتزتِ الآطامُ في
أحلامِها، متثاقلات
وتتثاءَبتْ جزرُ الظلا
مِ ولم تزلْ مسترخيات
وتساءلتْ، أهناكَ غيـ
ـرُ صدى اليراعةِ والدواة؟
أهناكَ غيرُ الرامزيـ
ـنِ، لأمْسِهم، والرامِزات؟
والقابعينَ الهامسيـ
ـنَ، بمجدِهم، للهامِسات؟
والمُدْلجِينَ الضائِعيـ
ـنَ، بلا غدٍ، والضائعات؟
والراضِخَينَ اليائسيـ
ـنَ، لعَجْزهم، واليائسات؟
أهناكَ غيرُ الصامتيـ
ـنَ، على دنىً، والصامتات؟
أهناكَ غيرُ الصبرِ والإ
ذعانِ، في نارِ الشمات؟
أهناكَ؟ وانحسرَ الظلا
مُ عنِ الصدورِ العاريات
أهناكَ؟ وانتفضَ الشرا
عُ على الأكفِّ الصارمات
أهناكَ؟ وانطلقتْ أعا
صيرُ الكِفاح، مُدَوّمات
وتدافَع الموجُ الرهيـ
ـبُ إلى شواطئِه العواتي
لَهَباً يُقَهْقِهُ سَاخراً
بالظالمينَ، وبالجُناة
* * *
لبّيك إرثَ الأمها
تِ، الهادياتِ، الملهمات
لبَّيك لبّتْك النفو
سُ، إلى الوغَى، مُسْتحصدات
لبيكَ، لبتْك القلو
بُ إلى العُلا، مُتوقِّدات
لبيكَ في القِمم الصّوا
خبِ، والرمالِ الغَاضِبات
لبيكَ في قَرعِ الظبا
ةِ وفي صهيلِ الصّافِنات
في اللَّهِ.. في الوطنِ الحبيـ
ـبِ وفِي المبادئ.. والصِّلات
ذرت تباشيرُ الضيا
ءِ تنيرُ أقدامَ السراة
وتبلّجَ الفجرُ المورَّدُ
بالجراحِ، الداميات
واستقبلَ الشهداء مرفا الـ
ـخُلدِ، بينَ الغيرات
لم يروِ غيرُك يا دمَ الـ
ـثوارِ، غرسَ المُعجزات
* * *
فتياتنا اضطربَ العُبا
بُ، وهالَه عزُم النواتي
فاشْدُدنَ أطرافَ الشرا
عِ، مُناضلاتِ عارمات
واركبنَ تيارَ المخا
طرِ.. فهو مِفْتَاحُ النجاة
* * *
بشَّت أباريق النضا
لِ لنا، فكُنَّ الساقيات
واشربنَ، لا متجنبا
تِ تقىً ولا مُتَحرّجات
واطرقنَ أبوابَ الرّدى
وادخلُنَ غيرَ مُذَمّمَات
وامْنَحْنَ أفواهَ الجرا
حِ ثغوركُنّ، مُقبِّلات
واضْمُمُنَ ثوارَ الحِمى
يومَ الكريهةِ حافِزات
وانْفُثْنَ فيهم سِحركنّ
رَوَافداً مُتفجِّرات
واجْعلن أذرعَهم مسا
ند طُهركن الواقِيات
وافْرشْنَ للشهداء فَيْـ
ـىءَ صدوركِن الحانِيات
تاللَّهِ ما أنتُنَّ في
هذَا الهوَى بِمُفَنِّدات
هذا هُو الدربُ القديـ
ـمُ، وذاكَ خطوُ الأمهات
فامْضينَ لا متخوفاتِ
أذىً، ولا مُتَعَثّرات
لستُنّ في زحفِ النضا
لِ الحُرِّ، غيرَ مجنّدات
ولبُشْرَياتِ النصرِ قد
كنتُنَ أحلى البُشريَات
كنتُنَ أنباضَ الحياةِ
تشيعُ في هذا المَوات
كنتُنَ فاغمةَ العبيـ
ـرِ جرتْ نشيداً في لهاتي
كنتُنْ إرهاصَ الهوى
بالصاعداتِ الناهِضات
كنتُنَ عهدَ الناذرينَ
دماءَهم والناذِرات
كنتُنَ أجنحةَ الكفاحِ
فَطِرْنَ فيه مُحَلّقات
كنتُنَ بسمتَه المطيـ
ـفة بالجراحِ المُضْرَمات
كنتُنَ بلسمَه المُهَدْ
هد للمواجعِ.. والشُّكَاة
* * *
لَكَأنَنّي بالفجرِ ضوء
وجوهكنّ الضّاحيات
وكأنني بالنصرِ وعـ
ـد عيونكنّ الوامِضات
15/12/1959م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :788  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.