شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هند وفريد
أقبلتْ هندُ ذاتَ يومٍ صباحاً
تلطُم الوردَ -من أسى- والأقاحَا
وَرَنَتْ بالجفونِ مَرضَى صِحاحا
تحملُ القلبَ خافقاً مُلتاحا
وبكتْ شَجْوَها أمامَ فريد
يا حبيبي! وخانَ هندَ الكلامُ
أينَ يا هندُ تِلْكُمُ الأيامُ
ذهب اللعب حين جد الغرام
وانقضى الضحك حين عزّ السلام
رحِمَ اللَّه ما مضى من عهودٍ
هندُ، ماذا الزمانُ ساق إلينا؟
والِدي حَرّمَ اللقاءَ علينا
فإذا ما عصيتُه والتقينَا
بل إذا ما رفعتُ نحوك عَيْنا
قِيل ما قِيل لي من التهديدِ
والمصابُ الذي أطارَ صوابي
وهو عندي يفوقُ كلَّ مُصابِي
أنّ من جاءَني من الطِلاب
رُبّ مال شيخ كثير التّصابي
زاد دروين حجةً في القُرودِ
ويْحَ عَقْلي قد ضاعَ في أمريْنِ:
ميلِ قلبي وطاعةِ الأبوينِ
هو قلبي وطاعةُ الأب عين
فلأي من ذيْنك الحاكمينِ
يذعنُ القلبُ راسخاً بقيودِ
غيرَ أنّي، وَثِقْ بقولِي، سأبْقى
لك أصْفَى من الدموعِ وأنْقى
ومضتْ توسع الخُطى وهي تشقَى
وعلى الخدِ دمعةٌ ليس ترقَى
ومن الصدر زفرةٌ في صعودِ
هبّ يوماً حبيبُ هندِ القديمِ
زائراً هِنداً والفؤادُ جحيمُ
فتلقتْهُ والمحيا الوسيمُ
فوقه من دم الجفونِ رسومُ
ويَداها كقطعةٍ من جليدِ
هندُ حَسْبي ما قدَّر اللهُ حَسْبي
أَيَظَلُ الجَفا يُعذِّب قَلْبي
ومتَى ترحمينَ شدةَ حُبي
ومتى تغفرينَ يا هندُ ذنبي
بالشفيعينِ مدمعِي وسجودِي
خَلِّ هذا وإنْ تكنْ لي صاحبٌ
وتذكّر شيئاً يُسمَّى الواجبُ
وأمالتْ عنه الجبينَ الشاحبَ
ومن الدمعِ ذائب بعد ذائب
كنضيدِ المرجانِ تلو نضيدِ
فمضَى قَانعاً وشَدّ الرحالا
كاسِفاً من فِراق هند بالا
ورأىَ العالم َالجديدَ مجالاً
فانتحاهُ يبغِ سلوىً ومالا
وعلاجاً لنومهِ المفقودِ
سقطَ الزوجُ، زوجُ هند، عَليلا
وسَرى الداءُ منه مَسْرى وبِيلا
فرأتْ هندُ ضَعْفَه والنَّحولا
فأرتْه على الحُنُو دليلا
وهي بينَ البكاءِ والتسهيدِ
أيُّ دمعٍ ولم تَسْلِهِ حبيباً
أيُّ قلبٍ ولم تُذِبه كئيبا
غيرَ أن الشفاءَ أعيا الطبيبَا
فقضَى زوجُها فذابتْ نحيبا
وأفاضتْ في النّوح والتعديدِ
وأذاعتْ صحائفُ الأخبارِ
مصرعَ الزوجِ في أقاصِي الديارِ
فتلقَى فريدُ خلفَ البحارِ
نعيَه فامتطَى أشد الجوارِ
تحتَ داجٍ وفوق بحرٍ شديد
وأتَى الدارَ، دارَ هندِ، وحيّا
قصرَ هندٍ فلم يجدْ فيه حَيّا
ومضَى يرتادُ حَيّاً فحيّاً
علّ نشراً من إثر هند زكيا
فيه بعضُ الشفاء للمعمود (1)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.