شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عمر
يا هوىَ النفسِ حينَ يغمرُني الشوقُ إلى
المُلتقى البهيجِ السعيد
وهُدى الفكرِ حينَ أبحثُ في الكونِ
عنِ اللَّه في مقامِ الخلود
وبَقائي إذا فنيتُ مع العُمُرِ
وأُودعتُ في مهاوِي اللحود
يا سنَا النورِ حين أُدلجُ في الليلِ
وأصبو إلى الصبح الجديد
وانطلاقِي الغداة في الفلكِ الرحبِ
إذا ضقتُ في الورى بقيودي
وانسيابِي مع الغديرِ إلى المرج
وعدوِي مع الغزالِ الشّرُود
ليتنِي إن بكيتُ أمنحك الدمعَ
وجفنِي ومقلتِي وخدودي
أو تأوهتُ أسكبُ الحُبَ آهاً
لك من ذَوْبِ قلبي المعمود
يا نعيمِي وهدْأتي وحنينِي
وادكاري الهَوى وأُنسِي وعيدي
جئتنا والحياةُ تظمأُ للخَصْب
فأحييتَ ذابلاتِ الورود
فالعبيرُ الذي تضوَّع في الدارِ
شذا عبقِك النّدِي النديد
* * *
ما غَفا جفنُنا كانَ خيالاً
راع أحلامَنا بِهَوْلٍ شديد
تتمطَى عليه أجنحةُ الجنِ
وتلقِي من الظلالِ السود
تحسبُ عليه القبلةَ الرضيةَ تَهْمِي
بالمآسي على الزمانِ الفقيد
وترىَ النظرةَ الغضوبَ سَراباً
ذابَ فيه الهوى بِلَفْحِ الصّدود
فترنّحت بين يقظةِ ملهوفٍ
ودُنيا أذى ورؤيا جُحود
هاربٌ من يديّ منتثر الزهرِ
وقلدته الشذَا من ورودي
شاردٌ من حِماي منطلق الظبى
غويّ النّهى عصيّ الشرود
آه يا ظبيتي سرحت إلى الغيبِ
إلى مهمةِ الضلال الأكيد
حيثما الناسُ ثعلبٌ عندَ أفعى
عند ذئبٍ بِزيّ خِلٍّ ودود
ما ظلمت الورَى ولكنّ سهماً
منك أدْمى الرَضي بجرحٍ حقود
لا أرى حولي الغداةَ سوى الاثمِ
وشكّي بَمَعْدَنِي ووجودي
والتِحامي مع التقى في عراكٍ
يهزأُ الكفرُ فيه بالتوحيد
* * *
أينَ يمَّمت والطريقُ مخوفٌ
ولياليك فيه سودٌ بسود
تستبيكَ البروقُ مؤتلقاتٍ
خُلَّب الوسمِ كاذبات الوعود
لهفَ نفسي عليك جرحك الشوكُ
وأدمَى الهجيرُ رطبَ الخدود
كنتُ عوّدتك الحنان قديماً
ما على القلب لو حَنَا من جديد
هل تجنيت؟ علّني.. غيرَ أني
كنتُ أوْلى لَدَيْك بالتضميد
لِمَ لم تسقني حنانك صِرفاً
وتشُدّي من عزمي المكدود
فَهَبِيني أفرغتُ أقداحَ ذَنبي
لِمَ أترعتِ كأسَها بالمزيد
أينَ يممت ما سالت هوانا
فهو ما زال عند عهدٍ عهيد
ما سألتُ السِنينِ مزدهراتٍ
بالمصابيِح من علي وسعود
ما سألتُ الوفاءَ والحبَ والعطفَ
وطبعَ النَدى وفيضَ الجود
لا ولا جؤذراً ترعرَع في النعمى
صَفِي الكَرى حَفِي المهود
كنت عودته الجناح فألفى
سائلاً عن جناحك المفقود
فَأُداري شكواه أصطنع اللهو
فيرنُو بطرفِه المعمود
في غدٍ تورقُ الغصونُ فأروي
عن شبابِي وقصتي لوحيدي
في غدٍ تسمعُ الملائكُ همسيْنا
وحيديْنِ: والد ووليد
تتدلَى النجومُ حولَ لياليِنا
ويشدُو الزمانُ لحنَ الخلودِ
* * *
وتطلّينَ من كُوى نائياتٍ
تَتَمَنّينَ دُونها أنْ تعودي
آه يا ساكنَ الهواجسِ والهمّ
وَحِيداً معَ الخيالِ المديد
يمرحُ الشعرُ في رحابِك والمجد
ورهج المُنى ووهْج القصيد
ويمر النسيمُ حولك خُلُوّاً
من حديثِ الورى وهمسِ الحسود
ويغني الضبابُ أَمْسَكَ حتى
لا تَرى غيرَ يومِك المنشود
ربّ حريةٍ يعانقُها القيدُ
فتحيَا على عِناقِ القيود
فسلامٌ عليك وقعك الشّجو
فأصغَى إليك سمعُ الوجود
 
طباعة

تعليق

 القراءات :726  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.